أشعل الفنان المغربي الصاعد سعد لمجرد أمس السبت مدرجات مسرح قرطاج الأثري بأنوار أجمل أغانيه الآسرة ، في أجواء احتفالية بهيجة حاشدة رصعت ليالي مهرجان “قرطاج الدولي” (13 يوليوز-25 غشت). فعلى مدى ساعتين قدم خلالها الفنان المغربي، الذي لهج الحضور باسمه طيلة الحفل لدرجة بلغت حدود “الهستيريا الفنية” في بعض الحالات، أجمل أغانيه التي لقيت إعجابا دوليا منقطع النظير ، حملت معها الأغنية المغربية إلى العالمية، في مشهدية كرنفالية باذخة امتزج فيها الأداء الفني الراقي بالرقص والموسيقى الإيقاعية العالية.
وتجسيدا لأرقى حالات الانصهار والتفاعل الكبير بين هذا المطرب الشباب وجمهوره الحاضر كانت الحشود تتغنى ، مأخوذة بسحر إطلالاته وأداءه الركحي ، مرددة بإعجاب وتناغم واستظهار كلمات أغانيه المغربية اللهجة ، التي أثث أعماله الأخاذة ، من قبيل “أنت المعلم” و”انتي باغي واحد” و”مال حبيبي مالو”، و”سالينا سالينا” ، وعمله الأخير “أنا ماشي ساهل” ، فضلا عن أغاني تونسية شعبية، وجزائرية من فن (الراي).
وحرص لمجرد ، في معرض رده على سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء خلال ندوة صحفية عشية هذا الحفل، على التأكيد على أنه ” ليس فنانا عابرا كما يروج البعض” ، بل “مبدعا مؤمنا بقدراته ، جاء إلى عالم الفن ليرسخ اسمه بمداد من خلود .. ويواصل بنفس العزيمة مساره الفني” المتميز.
وأعرب بالمناسبة عن ارتياحه لحصيلة هذا المسار ، التي يترجمها ” الإعجاب والتفاعل والنجاحات المتواصلة والحفاوة الكبيرة” التي يلقاها خلال كل التظاهرات، و”الاستقبال غير المسبوق” الذي تحظى به أعماله الفنية الشبايبة، مشددا ، في نفس الوقت، على حرصه على تطوير تجربته والاشتغال بشكل أعمق على مكونات أعماله ، سواء من حيث الموسيقى أو المضمون.
وقال المجرد إن موسيقاه “موجهة لكل شباب العالم العربي”، مضيفا أن “الجولة التي قمت بها العام المنصرم في تونس بقيت عالقة في ذاكرتي، وأرجو أن تكون جولة هذا العام ناجحة وموفقة”.
من جهة ثانية، أعلن لمجرد عن تعاون فني قريب بينه وبين الفنان المصري تامر حسني ، مشيرا إلى أن المشروع ” ما يزال قيد الدرس”.
وأوضح أنه سيخوض قريبا أيضا تجربة سينمائية “سأؤدي فيها دور البطولة في مسلسل سيجمع عددا كبيرا من الممثلين المعروفين، ويوجد السيناريو في مرحلة الإعداد ، على أساس أننا سننطلق في تصويره بداية من شهر شتنبر” القادم، رافضا إعطاء مزيد من التوضيحات بهذا الخصوص.
ورغم صغر سنه فقد تمكن لمجرد ، بفضل جرأته وتجديده، من فرض نفسه في المغرب ليحقق نجاحا باهرا في بقية البلدان العربية وخارجها، وذلك بفضل أغنية “المعلم” التي حاز بفضلها على جائزة أغنية العام لسنة 2015 في مصر ، والتي شوهدت أكثر من 340 مليون مرة على “اليوتوب”.
ظهوره الأول كان سنة 2007 من خلال مشاركته في برنامج “سوبر ستار” في موسمه الرابع الذي غادره مخلفا أجمل الانطباعات ، أما انطلاقته الحقيقية فكانت في 2009 بأغنية “وعديني” التي قام بتصويرها في كاليفورنيا وحققت نجاحا كبيرا، كما اشتغل على التراث المغربي وقدم عددا من الإعادات من بينها “عزيز وغالي”، “الأميمة”، “ساعة سعيدة” و”سالينا سالينا” التي حققت نجاحا تجاريا كبيرا وصنفت واحدة من أكثر الأغاني استماعا في 2012.