رسالة من الماما آسية… إليكُم أحبّتي

بقلم: توفيق الوديع

أبنائي
بلغني ما وقع مساء الخميس الأسودَ بالإصلاحيّة، وهالتني تلك الأحداثُ التي لم أعْهَدْها فيكُم، وقد وعدتُموُني الإنضباط واحترام الساهرين على مقامكم مهما وقع..
أعلمُ جيّدا أنّكم لم تعوا فداحة أعمالكم، لقد أتلفتُم عددا من المُنشآت التي وُضعت في مُتناولكم لتأطيركم وتأهيلكم وأضرمتم النّار في عدد من سيّارات الخواصّ وسيّارات الدولة وهي جريمةٌ خطيرة….
لن أستطيع التّدخّل لصالحكم فأنتم تعلمون أنني لن أقبل مثل هاته الأفعال التي ربّبيتكم على تفاديها
رُبّما هي مسؤوليّتي فقد طال غيابي عنكم وافتقدتم ذلك الحنان الذي غمرتُكُم به وأنا بينُكُم، ورُبّما هي طريقتُكُم في لفت نظري وباقي الأنظار لوضعيّتكم ،فاحتياجاتُكُمُ النّفسيّة والجسديّة كبيرة ومن واجبنا الإهتمامُ بها ومُعالجتُها.
لن أواخدكم كثيرا، ساُعاودُ طلبي الإنضباط واحترام القائمين على حراستكم وقَبول جزاء أعمالكُم.
وحتما لن يبخل عليكم من تحمّل المسؤوليّة من بعدي في الجمعيّة أو المؤسّسة في احتضانكم ، فأنتم أبناء المغرب ومن واجبنا حمايتكم مهما وقع.
وأنتم يا أبناء جمعيّتي ، يا من وضعتُ عهد تتبُّع الأحداث على أعناقكم…هُبُّوا لنجدتهم لأنّي أراكم لم تستفيقوا بعدُ من صدمة رحيلي…وقد آن الأوانُ لأخد زمام الأمور والإهتمام عن قُرب بهؤلاء الشّباب …زوروهم، طمئنوهم …وخففوا عنهم وعن عائلاتهم وقع الصدمة..
وأنتم أيّها الموظفون ورجال الأمن ورجال الإطفاء يا من سهروا على إخماد الفتنة واستتباب الأمن، لكُم كُلّ الشّكر…وعليكمُ المُعوّلُ للصّفح ..فهم أبناؤُكم وقد أخطئوا..
والرَّأفة يا رجال القضاء بأبنائي فقد افتقدوني، واحتجّوا بطريقتهم التي لم تكن حضاريّة…فهُمْ بَعْدُ صغارٌ وجَبَ السّهَرُ على إصلاحهم…..قبل إنزال أقسى العقوبات….
اسهروا يا أصدقائي أيّما كانت مسؤوليّاتكُم، على توفير فضاءات رحْبةً للإصلاح، والعفو عن التّجاوزات….عانقوا أبنائي و ربّتوا على أكتافهم فذاك كاف لإخماد الثّورة التي في دواخلهم…
وإلى من حماني ورافقني، شجّعني إلى النّهاية وأظنُّهُ لا زال، الأبُ العطوفُ، الرّحيم…إليك يا ملك البلاد…أيّها الحامي الأمين….أملي في الاستمرار في عنايتك الرّحيمة التي أدفئتْ قلوب العديد من المُعتقلينَ والأُسر….فهُم بحاجة لرعايتك…أكثر ممّا مضى…فقد تركناك وحيدا، إلا من ثلة مخلصة من أبناء هذا الوطن، لمواجهة هذا الورش الهائل… ولكنّي على يقين من قُوّتك وصبرك وعفوك كذلك…
عيد عرشك سعيدٌ …رغم الغياب الجسدي…فروحي معهم….ومعك دائما.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة