من منا لا يتذكر أمينة الفيلالي، الفتاة القاصر التي زوجت من مغتصبها وانتحرت، موتها كان السبب في حذف الفقرة التانية من الفصل 475 التي تنص على تزويج المغتصبة من مغتصبها ليفلت من العقاب.
كنا نأمل أن تكون أمينة الاخيرة، و أن يكون موتها حياة لأخريات، وأن يحاسب كل مغتصب عن ما اقترفه، لكن للأسف يبدو أن الوضع يزداد سوءا.
خديجة السويدي القاصر التي أحرقت نفسها لأنها لم تٌنصف، موتها عاد ليذكرنا بأن انتحار القاصرات المغتصبات لم يتوقف عند أمينة، وبين موت أمينة وخديجة قد تكون قد ماتت الكثيرات في صمت دون أن نسمع عنهن.
خديجة السويدي ذات السبعة عشر سنة، يفترض أن تكون تلميذة، حلمها الوحيد أن تلتحق بجامعة أو معهد لتدرس وتحقق ذاتها، لكن خديجة غادرت صفوف الدراسة باكرا لتعيل أسرتها، تعرضت للاغتصاب ثلاث مرات: اغتصبها عامل بالمقهى الذي كانت تشتغل به، اغتصاب نتج عنه حمل وهي ابنة الخامسة عشر سنة، بعدها تعرضت لاغتصاب من طرف أحد أقاربها، وخوفا من “الشوهة” لم تلجأ للقضاء، تجاوزت كل هذا وهي الفتاة الصغيرة الفقيرة اليتيمة. واستمرت في العمل إلى أن تعرضت في نونبر الماضي لاغتصاب جماعي من طرف ثمانية أشخاص، احتجزوها واعتدوا عليها جنسيا وجسديا ووثقوا العملية بفيديوهات.
قضى المغتصبون عقوبة حبسية قصيرة وعادوا بعدها لتهديد خديجة بنشر الفيديوهات، خرجوا من السجن قبل أن تشفى جراح خديجة النفسية، بل حتى الكدمات التي تسببوا لها بها لم تشف بعد، لأنها كانت عاجزة عن توفير ثمن علاجها.
خديجة لم تنصف، فاضرمت النار في جسدها، وقررت أن تأخذ حقها بنفسها ومن نفسها كما كانت تردد وهي تحترق، خديجة ماتت لكن لا يجب أن ننشر صورها وقصتها لأيام قليلة وننسى الأمر كما نسينا قضايا اخرى سبقتها، لا يجب أن ننسى قضية خديجة وننتظر أن تموت خديجة أخرى لنندد ونتضامن.
خديجة يجب أن تكون قضيتنا جميعا، و أن توحدنا مهما اختلفنا، لكي لاتكون انت أو أختك أو ابنتك أو صديقتك خديجة أخرى، لكي لا نفجع برحيل خديجة أخرى.
فتحقيق العدالة لخديجة هو تحقيق العدالة لنا جميعا، هو عدم فقدان ثقتنا في الوطن، هو انتصار لكرامتنا وإنسانيتنا…لأنه كل ” نهار كتحرق خديجة كنتحرقو جميع، ومابغيناش نتحرقو جميع، بغينا نعيشو جميع”.
https://secure.avaaz.org/fr/petition/Au_Ministre_de_la_Justice_et_des_Libertes_Mustapha_Ramid_Que_justice_soit_faite/edit