الترحال السياسي بالمغرب…موسم تغيير الألوان الحزبية

الترحال مصطلح مقتبس من عالم الرعي والبحث عن الكلأ للماشية، لكن بالمغرب صار الترحال السياسي عنوانا عريضا، لعينة من السياسيين الذين يغيرون لونهم الحزبي عند كل استحقاق انتخابي.

أكثر الاستحقاقات التي يحدث فيها الترحال هي الانتخابات الجماعية، فقلما نجد مرشحا حافظ على لونه الحزبي الذي دخل فيه لأول مرة المعترك السياسي وتدبير الشأن العام.

فكما يفعل الرحل، نجد غالبية الملونين يتقدمون للاستحقاق الانتخابي بلون حزبي معين وبمجرد نجاحهم وتحولهم إلى راعي المنطقة، يبحثون عن جلباب سياسي أكثر عطاء وأمنا ليعوضوا جميع مصاريفه ويضمنوا دوام المنصب ومردودية المال.

الفرق بين ترحال الرعاة وترحال السياسيين هو أن الأول يكون جماعيا وتحت ضغط قحط السماء، أما الترحال الثاني فهو فردي وباعثه البحث عن الرخاء والخلاص الفردي ويتركون وراءهم قطيعهم وعائلتهم الكبيرة الذين ظللهم بوعوده المعسولة.

ترحال 2015

أهم ما يميز الترحال الانتخابي لموسم 2015 ، هو النزيف الحاد الذي تعرض له حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي ظل منذ عقود شبه محصن من ظاهرة الترحال، حيث أقدم احد أقطابه بالصحراء البرلماني حسن الدرهم على استقالته من الحزب، والالتحاق بحزب التجمع الوطني للأحرار.
نفس الشيء أقدم عليه زميله في الحزب وعضو المكتب السياسي، سعيد اشباعتو احد أقطاب حزب الوردة بجهة مكناس.
أما عمدة اكادير طارق القباج الذي انضم إلى الحركة التصحيحية للحزب فقد قرر هو الآخر عدم الترشح باسم الحزب مجددا بعد أن أعلن انضمامه إلى البديل الديمقراطي الذي سيدخل غمار الاستحقاقات الانتخابية تحت يافطة فيدرالية اليسار.
image44

أكبر المستفيدين من الترحال

ظاهرة الترحال السياسي لهذه السنة، يبقى المستفيد منها هو حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي استقبل عددا كبيرا من الأعيان، قادمين من أحزاب مختلفة، كما سيتسفيذ من هذه الظاهرة أيضا حزب العدالة والتنمية المعروف بانضباط قواعده، في انتظار المفاجئات التي يمكن أن تقع بعد أن يبت المجلس الوطني للحزب في التزكيات النهائية بداية غشت القادم.
أما حزب الاستقلال المعروف بتمرسه على خوض الانتخابات الجماعية الذي بقي يتصدرها منذ بداية الاستقلال إلى ما قبل 2007 ، فان الصراع الداخلي الذي يعرفه مند المؤتمر الأخير الذي توج حميد شباط أمينا عاما للحزب، جعل الحزب يفقد بعضا من بريقه الانتخابي، طالما انه سيخوض هذا النزال الانتخابي بنصف المجهود الذي خاضه في السابق.

الماكينات الانتخابية

الماكينات الانتخابية هي الحاسم بالنسبة لكل حزب فيما يخص النتائج المحصل، فالحزب الذي يتوفر على ماكينة انتخابية فعالة، هو الذي يستطيع الحسم في النتائج . فهي ماكينات مجهزة على أعلى مستوى، تضبط إيقاع الناخبين، وتحدد نقاط القوة والضعف لدى المرشحين، وتعرف هذه الماكينات بتفاوتها بين مرشح وآخر كل حسب قدرته المالية حيث أن هذه الماكينات تعتمد عـلى العنصرين “المالي والبشري”.

المفاجئات المتوقعة

كثير من المراقبين ينظرون بعين من الشفقة لحزب الحركة الشعبية، وهو يخوض استحقاقات جماعيات 2015، والسبب أن الحزب المشارك في الائتلاف الحكومي سيكون عليه أداء فاتورة هذه المشاركة، لعدة اعتبارات في مقدمتها التصدعات الداخلية التي يعاني منها الحزب جراء هذه المشاركة.
والاعتبار الثاني هو الضعف الذي بدا عليه الحزب في الآونة الأخيرة، مما يؤثر على نجاعته في اي استحقاق انتخابي يدخل غماره.

1_6

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة