مستقبل ريبري هو “من أسرار دولة بايرن ميونيخ!”، لم تصدر هذه الجملة عن الصحافة الألمانية كما قد يتوقع البعض، وإنما عن رئيس نادي بايرن ميونيخ لكرة القدم كارل هاينز رومنيغه بنفسه، ردّاً على السؤال حول مستقبل اللاعب الفرنسي مع الفريق، وما إذا كانت هناك نية لدى النادي لتمديد العقد مع النجم الفرنسي الذي سينتهي الصيف المقبل.
قال رمينيغه الكثير، مثل أن فرانك ريبري من أروع اللاعبين في بايرن، وإنه قضى تسع سنوات ناجحة معه، توّجت بـ16 لقباً بالتمام والكمال، وكل “هذا سيتم الأخذ به مستقبلاً”، يقول رئيس البافاري، مضيفاً أن التفاصيل الأخرى ستتم معالجتها بسرية.
وردّاً على السؤال حول أقصى موعد مقرر لمعالجة الأمر، أفاد الأخير بعبارته الملفتة التي ستبقى عالقة حتما في الأذهان بأن ريبري من “أسرار دولة” البايرن.
تجدر الإشارة إلى أن الجناح الفرنسي الذي بلغ 34 عاماً، سيحتفل في الموسم المرتقب الذي سينطلق على مستوى البوندسليغا رسمياً بعد ثلاثة أيام، بعيد ميلاده العاشر كلاعب بافاري. وقد انتقل إلى ميونيخ قادما من أولمبيك مارسيليا الفرنسي. وحينها كان الأسد أوليفير يحرس عرين الفريق، وأوتمار هيتسفيلد مدرباً له. وهي مرحلة تبدو بعيدة جداً في أيامنا هذه.
فمن الطبيعي أن يشهد البايرن على مدى عقد كامل الكثير من المتغيرات، من بينها أن الجناحين فرانك ريبري والطائر آريين روبين، لم يعدا هما القوة الضاربة للفريق مع تعاقب المدربين كلويس فان خال وبيب غوارديولا على سبيل المثال، قبل أن تستقر المهمة عند الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
وتأتي تصريحات رئيس النادي في وقت دخل فيه ريبري دائرة اهتمام الصحافة والمشجعين بسبب الالتحامات العنيفة التي كان طرفاً مسبباً لها. بداية في مباراة السوبر التي فاز فيها بايرن على وصيف الدوري دورتموند بهدفين دون رد، حيث تسبب ريبري في تدخل قوي بحق فيلكس باسلاك، أثار حفيظة لاعبي دورتموند فطالبوا بطرد الفرنسي. لكن الحكم لم يستجب مكتفياً بتوجيه إنذار لكل منهما.
هذه المخالفة تقبلها المدرب أنشيلوتي على مضض، فتحدث إلى اللاعب بعد المباراة، كما أفصح عن ذلك مضيفاً: “أعتقد أنه فهم جيداً أن مثل هذه الأمور خطيرة جداً وعليه أن يتركها مستقبلاً”.
لكن ريبري سرعان ما عاود الكرة، وكان الضحية هذه المرة مدافع فريق يينا ماتياس كونيه في المباراة التي سحق فيها بايرن (0-5) فريق دوري الدرجة الرابعة ضمن منافسات كأس ألمانيا.
على ضوء ذلك لم يطرد حكم المباراة الثانية تورستن كينهوفر ريبري من الملعب، لكنه وصف اللاعب لاحقاً بـ”القنبلة الموقوتة”، وفي الحقيقة “دائماً ما يكون ريبري ضحية لتدخلات عنيفة من قبل الآخرين، لكنه أيضاً يفقد أعصابه بقوة. وهذا ما يستغله المنافسون لكي يفقد أعصابه. إنه تكتيك”، يقول الحكم معللاً بشكل غير مباشر السبب الذي دفعه لعدم طرد ريبري من الملعب.
وبغض النظر عن الانتقادات التي يواجه النجم الفرنسي، والتي حتماً سيتم تجاوزها مع مرور الوقت، إلا أن ما سيبقى قائماً هو السؤال حول مستقبل ريبري مع بايرن. فأنشيلوتي إلى غاية اللحظة بصدد البحث عن القوام الأفضل في خط الهجوم، مع انطلاق حملة بايرن للحفاظ على لقب البوندسليغا للمرة الرابعة على التوالي بمواجهة فيردر بريمن يوم الجمعة المقبل عند افتتاح الموسم (26 غشت 2016).
ففي خط الهجوم وفي الوقت الحالي يبدو ريبري عنصراً مهماً في ظل إصابة كينغسلي كومان ودوغلاس كوستا وأريين روبن وتحمل ليفاندوفسكي مسؤوليات الخط الأمامي بشكل كامل، بسبب إخفاق متواصل لتوماس موللر على التهديف. لكنه وضع غير مستقر.
الملفت أن إدارة النادي لا تبدو مستعدة للتمديد في الوقت الحالي لا لريبري ولا لزميل دربه آريين روبن، مشددة عند كل مناسبة أن ذلك سيحدث في الوقت المناسب. أما من جانبه، فيرغب اللاعب الفرنسي في البقاء في ميونيخ، حيث “يعرف الجميع ويعرفه الجميع”. وذلك في رسالة واضحة أرسلها لإدارة فريقه عبر حوار أجراه مؤخرا مع موقع “شبورت 1” الألماني.