أكد نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، واللجنة العلمية لمؤتمر “كوب 22” الذي ستحتضنه مراكش في نونبر المقبل، خلال ندوة دولية بالعاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس، على دور القيم المشتركة في بناء وعي مناخي مشترك والتزام مسؤول نحو الطبيعة ونحو الأجيال القادمة.
وقال بركة، في كلمة خلال ندوة دولية تحضيرية لقمة المناخ “كوب 22” المقبلة بمراكش، افتتحت أشغالها أول أمس الخميس، إنه بعيدا عن اختلافاتنا وأصولنا يتعين علينا أن نبحث في أدياننا وثقافاتنا ومعتقداتنا وفي مساراتنا ورغبتنا في الحوار والتضامن، عن القيم المشتركة الضرورية من أجل خلق التزام مسؤول نحو الطبيعة والأجيال المقبلة وبناء وعي مناخي مشترك.
وشدد على ضرورة تقاسم قيم السلام والالتزام والتضامن، مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص من أجل إعطاء الأمل في “مستقبل ممكن وأفضل”، مبرزا أن الجميع مدعو لتقديم إجابات روحية واخلاقية حتى يتسنى للأجيال القادمة ضمان حقها في الحياة.
وأبرز رئيس اللجنة العلمية لمؤتمر المناخ “كوب 22” أنه يتعين على الجميع العمل على وضع الوسائل الكفيلة بإحياء الضمائر وتوحيدها حول التحدي المناخي الذي يبقى مصيريا بالنسبة للأجيال القادمة، معتبرا أن إحياء هذه الضمائر يقتضي التحلي بروح التعاون والتوافق والمسؤولية المتباينة، كل حسب وسائله وقدراته، من أجل وضع أسس التنمية المستدامة والمندمجة.
وأشار بركة إلى أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي سينظم في 3 نونبر المقبل بمدينة فاس “قمة الضمائر من أجل المستقبل”، والتي تروم مد الأطراف، عشية مؤتمر المناخ “كوب 22″، بخارطة طريق لتحسيس الضمائر والالتزام من أجل خلق أرضية لوعي مناخي مشترك.
واضاف، في السياق ذاته، أن اتفاق باريس يهدف إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية “أقل بكثير من درجتين مئويتين” مقارنة بفترة ما قبل الصناعة (1880-1899)، في إطار مسؤولية مشتركة لكن متباينة، في حين ستكون قمة “كوب 22” بمراكش قمة العمل، مبرزا أن هذا العمل يحتاج إلى “باراديغم” (نموذج) جديد، لأن مكافحة التغيرات المناخية ليست مسألة تخص الدول والحكومات وحدها، بل هي مسؤولية الجميع، ولأن تعبئة المواطنين والفاعلين غير الحكوميين ضرورية لتحديد أساليب العمل والتحرك في إطار من التنسيق والدعم والانخراط.
يشار إلى أن هذه الندوة، التي اختتمت أشغالها مساء أمس الجمعة، هي الأولى ضمن ندوتين دوليتين تحضيريتين لقمة المناخ بمراكش، تحتضنهما العاصمة الأرجنتينية حاليا، وذلك بمشاركة مغربية.
ويقود نزار بركة الوفد المغربي المشارك في هذين اللقاءين، والذي يضم أيضا السيد أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، وعائشة حدو، رئيسة “مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان”، ومحمد الشارف، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بأكادير.
ومن المنتظر ان تتوج أشغال الندوتين المنظمتين بمبادرة من (المركز الدولي للنهوض بحقوق الإنسان- الأرجنتين)، وبدعم من الحكومة الأرجنتينية، بمشاركة العديد من الخبراء الدوليين، بإعداد وثيقة يرتقب عرضها خلال قمة “كوب 22” التي سيحتضنها المغرب.