بتكلفةٍ إنتاجية قاربت الـ30 مليون دولار وبمشاركة أكثر من 360 محترف ضمن فريق العمل من رساميين وممثلين عالميين من هوليوود وديزني وغيرهما، إلى جانب خبرات إنتاجية وفنية لنخبة من المختصين العرب والعالميين، بات فيلم الأنيميشين “بلال” والذي يُعتبر أضخم الإنتاجات السينمائية في العالم العربي ، والذي انطلق عرضه في صالات السينما يوم 8 سبتمبر 2016 في كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت ولبنان والأردن وسلطنة عمان والعراق، على أن يتم الإعلان لاحقاً عن مواعيد صدوره في باقي الدول العربية والعالم.
تدور أحداث الفيلم حول الصحابي بلال بن رباح وهي مستوحاة من حياته التي أمضاها في قريش منذ طفولته، فكان على قدرٍ كبيرٍ من الذكاء والشجاعة، وفي داخله حلم كبير بالفروسية وإحقاق الحق. تتواصل الأحداث مع بلال الشاب الذي يُشهر إسلامه مبكراً، ليقع بعدها ضحية التعذيب على يد سيده الظالم أمية بن خلف، حيث يُظهر صبراً على الألم وتمسّكاً راسخاً بقناعاته، وهو صاحب مقولة: “أَحدٌ أًحد” الشهيرة التي تحدّى بها الظلم والتعذيب، وبعد إعتاقه من أصفاد العبودية، تبدأ مرحلة جديدة في حياة بلال الحرّ، ليصبح أول مؤذن في الإسلام.
https://www.youtube.com/watch?v=QoMgdcqa11k
وفي هذا السياق، قال مخرج العمل ومنتجه أيمن جمال”عندما أنشأنا أول أستوديو أنيميشن من نوعه في الشرق الأوسط، كان الهدف المساهمة في تطوير صناعة السينما في المنطقة والوصول بها إلى العالمية. يروي فيلم بلال قصة بطل تحدى الظلم، ليصبح قائداً عظيماً ومصدر إلهام لأجيال. قصة بلال هي قصة أملٍ ورجاء، وانتصار للإرادة على الأغلال التي تقيّد نفوسنا لا أجسادنا” وأضاف جمال: “يعتبر فيلم “بلال” بداية لولادة صناعة سينمائية عالمية في الشرق الأوسط، فقد تم إنتاجه ليتفوق على الكثير من أفلام الأنيمشن العالمية من حيث الجودة.” وحول طرح النسخة الأولى من العمل باللغة الانكليزية أوضح جمال: “فيلم بلال أنتج باللغة الإنكليزية لعدة أسباب تسويقية تتعلق بوصول العمل والرسالة التي يحملها إلى أكبر شريحة ممكنة، ولكننا انتهينا من التعاقد مع مجموعة من النجوم العرب ونقوم الآن بتسجيل النسخة العربية من بلال والتي ستطرح في كافة صالات السينما في العالم العربي خلال شهر أكتوبر 2016.”
الجدير ذكره أنه وعلى الرغم من حرص “برجون انترتينمت”، الشركة المنتجة للفيلم على دبلجته إلى 7 لغات عالمية عبر 7 نسخ ستكون جاهزةً للعرض حول العالم ابتداءً من شهر أكتوبر القادم، تشكّل النسخة الانكليزية باكورة العروض العالمية التي ستستقبلها صالات السينما حول العالم بداية الشهر المقبل، إلى جانب عدد من دور السينما في المدن والعواصم العربية.
تسعى الشركة المنتجة “برجون انترتينمت” لإيصال “بلال” إلى العالمية بآفاقها الرحبة، وبالتالي مخاطبة الذهنية الغربية وجمهور الأطفال والعائلة في الولايات المتحدة وأوروبا وكافة دول العالم، إلى جانب الجمهور العربي.. فقد جرى الحرص على إيصال رسالة الفيلم السامية وما تتضمّنه من قيم حقيقية تنويرية بالطريقة المُثلى للمتلقّي الغربي الذي لم يسبق له التعرّف على شخصيات سينمائية تمثل البطولة العربية أو التاريخ الإسلامي. لذا فقد أُوكل لنجم موسيقى “البوب” و”الآر ان بي” العالمي Akon “أيكون” غناء شارة الفيلم والتي وضع موسيقاها الحماسية الملحن والمنتج الموسيقي العالمي “رد وان”.أما الموسيقى التصويرية للفيلم فقد شارك في تسجيلها أكثر من 120 عازف وعازفة وتم التسجيل في “أيبي روود” في لندن.
بموازاة ذلك،يشهد الفيلم ظهور صوتِي لعدد من نجوم هوليوود وديزني وفي مقدمتهم النجم ” أدويل أباجي” الذي يؤدي صوت بلال، و”إيان ماكشين” الذي يؤدي دور أمية و”جايكوب لاتيمور” الذي يؤدي صوت بلال في مرحلة الشباب، ونجمة ديزني “تشاينا آن ماكلين” في دور شقيقة بلال غُفيرة. أما كتابة النص فأوكلت إلى كل من مايكل وولف MICHAEL WOLFE وأليكس كرونمير ALEX KRONEMERالمتخصّصيْن في هذه النوعية من أفلام، وشاركهما الكتابة ياسين كامل. شارك في الإخراج خورام آلافي، إلى جانب المخرج أيمن جمال، وتم تنفيذه في غضون ثلاث سنوات، ويحتوي على حوالي 75 شخصية رئيسية وما يقارب 200 شخصية ثانوية.
يتضمّن الفيلم أطول معركة في فيلم “أنيميشن” حيث يصل طولها الزمني إلى حوالي 11 دقيقة ونصف، وتضم جموع أكثر من 1000 مقاتل وشخصية، ما يعني أضخم معركة في تاريخ إنتاج أفلام “الأنيميشن” العالمية. وقد ترشح المقطع إلى عدة جوائز عالمية. وفي هذا السياق يوضح مخرج العمل ومنتجه أيمن جمال: “غالباً ما يتم تفادي مثل هذه المعارك الطويلة في أفلام “الأنيمشن” العالمية،بما تتضمنه من خيول وجمال وجموع وأسلحة… وذلك بسبب تكلفتها العالية والوقت الطويل الذي يستغرقه تنفيذها، ناهيك عن هامش الخطأ فيها والذي يصل إلى 50 بالمائة ما يقتضي إعادة اللقطة مراراً وتكراراً، غير أن عملية إخراج المعارك وإنتاجها في فيلم “بلال” قد أُوليَتْ عناية خاصة على الصعيدين الإخراجي والإنتاجي.”
يوضح أيمن جمال موقف الشركة المنتجة “برجون انترتينمت” وموقفه كمخرج من العمل فيقول: “نحن لا نتحدث هنا عن قصص من الخيال، ولكن هي قصص مُستلهمة من أبطال حقيقيين، نسعى عبرهم إلى إيصال الصورة بشكل درامي وترفيهي مؤثر. قد نضيف إليها أحياناً عناصر إبداعية لتجميع القصة وتقريب هذا البطل من الفئة العمرية التي نستهدفها.” ويتابع جمال: “العالم العربي لديه أبطال كثر، بعضهم من الصحابة الأجلاّء، وآخرين أمثال عباس بن فرناس وجحا وآخرين غيرهم في العديد من المجالات.. هدفنا أن نأخذ هذه الشخصيات ونحولها إلى دراما جديدة ذات طابع ترفيهي هادف،فالترفيه هو العامل الأهم في السينما و”الأنيميشن”لأننا لا نسعى إلى تقديم درس في التاريخ، بل نحاول أن نقدم مادة ترفيهية بديلة تتضمن محتوى من تاريخنا وتراثنا. إن هذه المادة الترفيهية ليست موجهة للعرب فقط بل للعالم بأسره،فنحن الآن في إطار عرض فيلم بلال في أمريكا وألمانيا وفرنسا والصين وغيرها..”