“سليت” الأساتذة يكلف الدولة 120 مليارا

كشفت معطيات جديدة، أن ظاهرة تغيب الأساتذة تكلف خزينة الدولة ما قيمته 120 مليار سنتيم سنويا، أي ما يمثل 0.1 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، وفق ما أوردته يومية “الصباح” في عددها الصادر الجمعة.

وذكرت اليومية أن معدل الغياب وصل في صفوف هذه الفئة من الموظفين 7.5، وهو الأمر الذي أثر سلبا على مستوى ولوج الشباب إلى سوق الشغل، إذ شدد تقرير اللجنة الدولية من أجل التعليم، الصادر عن منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة إلى الأمم المتحدة، على اسفحال البطالة بين الشباب، موضحا أن أزيد من نصف العاطلين «53 في المائة، لم يتلقوا قدرا كافيا من التعليم، فيما 20 في المائة منهم لا يستجيبون لشروط سوق الشغل.

وأفاد التقرير حسب اليومية والذي حمل عنوان «جيل المتعلمين: استثر في التربية من أجل عالم متغير »، معاناة تونس من الظاهرة نفسها، التي تكلف خزينتها 50 مليون دولار، أي حوالي 50 مليار سنتيم، بمعدل غياب يصل إلى 6.5 في المائة، علما أن الإحصائيات الجديدة همت 17 دولة، من آسيا وأمريكا اللاتينية، منها سبع دول إفريقية، يوضح التقرير أن نسبة حضور الأساتذة في مدارس التعليم الابتدائي فيها تصل إلى 77 في المائة، فيما حدد نسبة وجودهم في حجرات الدراسة 55 في المائة، وحضورهم في الأقسام للتدريس فعليا بنسبة 45 في المائة.

وأظهرت المعطيات ذاتها حسب ما جاء في اليومية، استفادة التلاميذ في المدارس الابتدائية بالمغرب وغيره من الدول الإفريقية الواردة في تقرير الأمم المتحدة، من ساعتين ونصف الساعة فقط من الدراسة، أي نصف ما يتعين الاستفادة منه من ساعات الدراسة اليومية، فيما أوضح التقرير أن أغلب الأسات>ة المتغيبين يمارسون أنشطة أخرى مدرة للدخل، مشيرا إلى تسجيل ممارسات جيدة من قبل بعض الحكومات، من خلال التشدد في ضبط حضور الأساتذة في قاعات الدرس، وذلك باعتماد الوسائل التكنولوجية لتحقيق هذه الغاية، على رأسها الهاتف المحمول.

وأصدر التقرير الجديد مجموعة من التوصيات إلى الدول المعنية، لغاية تحقيق التجول في مجال التربية، تتمثل في منح الأولية لهذا المجال عند الإنفاق، ونشر الحسابات الوطنية بخصوص التربية، باعتبارها جزء من قاعدة بياناتها، وكذا تعميم المعطيات حول طرق استغلال الموارد، بما يتيح للمتعلمين والمجتمع ضمان بلوغ الأهداف المسطرة.

ودقت الوثقة الأممية حسب اليومية ناقوس الخطر حول مستقبل التربية والتعليم، ذلك أنه في أفق 2030 فإن 800 مليون شاب لن يتمكنوا من الحصول على المعارف الأساسية، فيما 1.5 مليار بالغ غير قادرين على تجاوز التعليم الابتدائي، في الوقت الذي يرتقب أن يعادل عدد الأرواح المفقودة سنويا بسبب ضعف مستوى التعليم، ضحايا مرضى داء فقدان المناعة المكتسبة «السيدا » والملاريا في أفق 2050، علما أن 40 في المائة من المشتغلين بكافحون من أجل توظيف أشخاص يمتلكون الكفاءات الازمة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة