الجمعة 7 أكتوبر هو يوم الانتخابات، اليوم الذي ينتظره المغاربة عامة والأحزاب خاصة، حيث كل حزب يسعى إلى ضمان أكبر عدد من الأصوات، فيلجأ بعضهم لوسائل متجاوزة كالبكاء أو أخذ الصور مع البسطاء والمرضى، أو مع الحرفيين، ليثبتوا أنهم يمشون في الأسواق ويأكلون الطعام.. مثلنا جميعا.. كل هذه الأشياء رغم أنها تثير الاشمئزاز ولا يمكن للعاقل إلا أن يعتبرها “ضحكا على الذقون” لكن تبقى أقل ضررا ممن يربطون التصويت بالدين.
مؤخرا أجمع العديد من الدعاة والنشطاء على مواقع التواصل بوجوب التصويت للحزب ذي المرجعية الإسلامية نصرة للدين و حماية له من الأعداء، إلا أني لا أعرف ماهي الدلائل التي بنوا عليها موقفهم ودعواتهم.
قد نتفهم أن يدعم شخص حزبا لأنه اقتنع ببرنامجه الإنتخابي أو بسبب انتمائه الإيديولوجي، لكن لا يمكن أن نتفهم أبدا من يدعو للتصويت لحزب معين فقط نصرة للدين ويعتبر من لم يصوت له خارج الملة وفاسد، ألا يعلم هؤلاء أن الله سيسألك عن دينك ولن يسألك عن دين من يحكمك ؟ ألا يومن هؤلاء بقول ابن تيمية بأن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة؟ وبأن دين الحاكم لن يدخلك الجنة ولن يخرجك منها، وبأن أعمالك هي التي سوف تحاسب عليها؟ أليست قوة الإسلام تكمن في انعدام وسيط بين العبد وخالقه،فلماذا نسعى لوضع حاكم بينهما؟ وهل لتثبت إسلامك وإسلام حزبك تحتاج لفتاوي من شيخ؟
بهذا المنطق هل من يقيم في دولة غير مسلمة ومنحته حقوقه كاملة بما فيها حق التصويت، هل يعتبر تصويته كفر؟ ولماذا نفرح عندما يصوت غير المسلمين على المسلمين في البلدان الغربية؟ والبعض يعتبره انتصارا للاسلام وفتحا مبينا كما حدث مؤخرا عندما أصبح صادق خان المسلم عمدة للندن.
مجتمعاتنا المتدينة بطبعها تدعي التعايش و لا تتعايش، تنادي بحقوق الأقليات في بلدان الاخرين وتمنعها في بلدانها، تفرح بفوز من يشبهها في بلدان الغرب ويزعجها وجود من يختلف معها في بلدانها ولا تؤيد تقلده لمناصب مهمة. .هذه التفاصيل هي التي تفضح ازدواجية مواقفنا وتخلفنا ، فننشغل بالحديث عن ديانة الشخص و معتقداته ، وننسى الحديث عن مساره الحزبي والمهني، عن نجاحاته وبرامجه ورؤيته المستقبلية، لأننا ببساطة نعيش في مجتمع لم يتجاوز بعد الحديث عن الدين واللون والجنس، في مجتمع لا تقلقه مشاكله الاجتماعية بل للأسف يقلقه تدين الاخر فقط.
أختي الحبيبة
عندما نجد حزبان محترمان لمسؤليتهما وأحدهما أكثر اهتماما بالدين فأرى أنه أولى والله أعلم
والسبب أن الحزب اللا متدين لابد وأن يغض النظر عن الدين في بعض من تشرياته وإلا فلما يمنع الحجاب في بعض الدول في الؤسسات غير هذا
عندما تجدين حزبا يدعم مروجي المخدرات وغيرهم، يدعمون العري ويساهمون في فساد الشباب باسم الحرية ويدعون في اسقاط الاحكام الاسلامية بما فيها تفضيل الله عز وجل للرجل في أشياء وللمرأة في أشياء أخرى … هنا تتضح الاسباب
صدق كارل ماركس حين قال: الدين أفيون الشعوب.
المسلمون يعيشون هذا التخدير منذ أربعة عشر قرنا! لأنهم هجروا القرآن واتبعوا الكهنة.
الإستشهاد بإبن تيمية يرسٍِخ خرافات هذا الشخص المدمَّرنفسيا(طفولته وآثار الصدمة القاسية على نفسه جراء الغزو التتاري “الأتراك” للشام) والمدمِّرعقلياََ. فهذه السلسلة (الامام ـأحمد بن حنبل ــإبن تيميةـــ إبن القيم الجوزية…إلى محمد بن عبد الوهاب) تتميز و بشكل واضح بمزايدة التلميد على أستاذه في الكراهية و التكفيرلكل من يخالفهم.
أما خلط الدين بالسياسة فقد بدأ مند وفات الرسول (ص). ماذا حصل بالضبط في سقيفة بني ساعدة ؟ من تكلم و ماذا قال ؟ ماهو دور العصبية القبلية بين المهاجرين و الأ نصار؟
و ترسخ هاذا الخلط و تجذر و تعمق طوال ما سمي بالخلا فة الراشدة، حيث تقاتل الصحابة و ذبح بعضهم بعضا من أجل السلطة، وأزهقت أرواح كثيرة و كل ذلك بإسم الدين.
Ahmed
Heidelberg