ليس حكم «نصف الإدانة» بالإيداع رهن الاعتقال الاحتياطي، الذي أصدره قاضي الحريات والاعتقالات بباريس في حق سعد المجرد، مساء الجمعة الماضي، القرار الوحيد الصادم في قضيته، بل حتى طبيعة السجن الذي أودع فيه، ويتعلق الأمر بـ»دار الاعتقال فلوري ميروغيس»، الأكبر في أوربا والأسوأ بفرنسا، في وقت ظهرت فيه مؤشرات متاعب قضائية أخرى، تنتظر «السوبر ستار».
وأفادت مصادر مغربية تتابع عن كثب تطورات قضية سعد المجرد بفرنسا، «الصباح»، بأن والدي صاحب أغنية «أنا ماشي ساهل»، وأقاربه وأصدقاءه، سيعانون كثيرا كلما أرادوا زيارته، وسيظلون على الدوام منشغلين بسلامته وظروف اعتقاله، إذا لم يتم وضعه في زنزانة انفرادية وفصله عن باقي المعتقلين.
ذلك أن سجن «فلوري ميروغيس»، يقع على مسافة 30 كيلومترا خارج العاصمة الفرنسية، ولا يودع فيه سوى عتاة المجرمين والمتطرفين، وأشهرهم المغربي صلاح عبد السلام، الإرهابي الناجي الوحيد من الكتيبة التي نفذت هجمات 13 نونبر 2015، ورؤوس المافيات الفرنسية وأعضائها، وهم مساجين يعاملون بسوء زملاءهم المتورطين في قضايا اغتصاب.
ويكشف وضع «المعلم»، وفق المصادر نفسها، بالسجن المحدث في 1948 والذي سبق لمديرته ومنظمات حقوقية، في يوليوز الماضي، أن دقت ناقوس الخطر بشأن وضعيته، والاكتظاظ الذي يشهده (حوالي 4532 معتقلا في حين طاقته الاستيعابية 3036)، (يكشف) أن القضاء الفرنسي لا يحظى لديه المجرد، النجم الأول في البلدان المغاربية والشرق الأوسط، بأدنى تعامل تمييزي.
وحدث ذلك، في وقت تألف فيه فرنسا اختيار سجون راقية ورحيمة للنجوم وكبار الشخصيات، على غرار ما وقع مع الشاب مامي، حينما قرر في منتصف 2009، الكف عن الفرار وتسليم نفسه بمطار «أورلي» بسبب متابعته من أجل إرغام شريكة جنسية له على القيام بالإجهاض، فكافأه القاضي بإيداعه جناح الشخصيات المهمة (في آي بي)، بمعقل «بريزون دو لاصونتي» (سجن الصحة)، وسط العاصمة باريس.
وتسير متاعب سعد المجرد لتتفاقم، أيضا، منبئة بنهاية مساره الفني، أو على الأقل تراجع مداخيله المالية من العقود الإشهارية بسبب ارتباط اسمه بقضايا العنف الجنسي واستهلاك «الكوكايين».
وتأتي تلك التطورات، في وقت كشفت فيه وسائل إعلام فرنسية، أن قاضي الاتصال بالسفارة الأمريكية بباريس، كان له دور حاسم في حرمان سعد المجرد من أي تعامل «مخفف» من قبل الادعاء العام الفرنسي وقاضي الحريات، إذ توصلوا منه بـ»فاكس»، بشأن فرار المتهم من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد حصوله على السراح المؤقت بكفالة 40 ألف دولار، في 2010، في قضية اغتصاب فتاة أمريكية من أصل ألباني بالعنف.
وفيما أحيى القضاء الأمريكي، حسب مقال لـ»لوموند» صدر في 2014، المتابعة في حق المجرد، بعدما انتبهت الضحية، من أصل ألباني، أثناء زيارة إلى إسرائيل أنه صار نجما و»كليباته» تغزو الشرق الأوسط، فإنه يرتقب أن يقوم دفاع «السوبر ستار»، اليوم (الاثنين)، بتقديم طلب جديد لتمتيعه بالسراح المؤقت، والمطالبة بإجراء مواجهة بينه والضحية، التي أكدت الخبرة الطبية، أن حالتها الصحية، سيما النفسية، سيئة جدا جراء ما تعرضت له من قبل «المعلم» الذي أفرط ليلتها في الكحول و»الكوكايين».
وحتى «نظرية المؤامرة» التي آمن بها وروجها محبو سعد المجرد والمتعاطفون معه ونسبوها لدفاعه، بشأن تورط الجزائر في نصب فخ للفنان المغربي في إطار الصراع بسبب قضية الصحراء، سرعان ما انهارت، إذ أكد إبراهيم الراشدي، المحامي المغربي عن «المعلم»، في بلاغ توصلت به «الصباح»، أنه لم يسبق له أن صرح بذلك، كما أنه بتجربته المهنية لا يمكن أن تجعله يخلط بين قضية عادية وقضية سياسية.
امحمد خيي – جريدة الصباح