أصدر حسن خيار، مدير قناة ميدي 1 تي في، بلاغا غريبا يوم أمس الجمعة يهدد فيه الصحافة باللجوء إلى القضاء بعد أن تمكن المكتب النقابي للقناة بفضل الضغط الذي فرضه على الإدارة منذ أول أمس الخميس، من إنصاف زميلهم محمد أنس طموح، الذي قررت القناة طرده من عمله.
وأعلنت إدارة قناة ميدي1 تيفي في بلاغ توصل “إحاطة.ما” بنسخة منه، أن الأخبار التي راجت بخصوص طرد الصحافي محمد أنس طموح، “لا أساس لها من الصحة”.
وأشارت إدارة القناة إلى أن لجنة خاصة استمعت إلى الصحافي المعني بالأمر “بعد خطأ تحريري على شاشة القناة واتخذت إجراء عقابيا وفقا للقانون الجاري به العمل وفي احترام تام لقانون الشغل علما أن الصحافي المعني يبقى ضمن قسم التحرير”.
وفي محاولة منها لتغطية الحقيقة وثني الصحافة عن عدم نشر ما يتعرض له الصحفيون داخل القناة، هددت إدارة ميدي1 تيفي بمتابعة كل الأشخاص والمواقع الصحفية التي نشرت الخبر.
الغريب في قضية خيار وبلاغه الذي يدعو إلى الشفقة، هو أن ما نشرته الصحافة ليست أخبارا مختلقة بل بلاغات صادرة عن نقابة العاملين بالقناة تعكس معاناتهم مع المدير الجديد وما يمارسه من ترهيب.
ويحاول خيار من خلال ترهيب الصحافة بدورها، إخفاء فشله في تدبير القناة الطنجاوية حيث يسمع المشاهدون عجائبه أكثر مما يسمعون عن برامجه.
وإذا كان المدير ينكر اليوم طرده للصحافي بعد ضغط النقابة، فتلك عادة قديمة عند خيار الذي طرد في وقت سابق الاعلامي يسري المراكشي وعاد إلى عمله، ثم قرر إغلاق مكتب الرباط وتراجع في آخر لحظة … ودائما مع إنكار الاحداث والتراجع عنها بجبن.
ولابد أن المدير يحاول أن يجعل من الصحافة شماعته الجديدة التي يعلق عليها إخفاقاته خصوصا أن تصريحاته وطموحاته كانت اكبر من قدراته : فأين ميدي1 تيفي القناة المنافسة لفرانس 24؟ وأين الاشعاع الإقليمي؟ وأين العمق الإفريقي؟ وأين المراسلين في كل مكان؟ وأين المكاتب في عواصم العالم؟ التي تحدث عنها يوم وصوله إلى القناة، اللهم إن كان خيار يقصد بالإشعاع، إطلاق برامج تجريبية تظهر وتختفي دون مبرر مقنع كثعلب المرحوم زفزاف.
وكان المكتب النقابي لمهنيي ميدي1 تيفي أكد في بلاغ توصل إحاطة.ما بنسخة منه أن طرد الصحافي محمد أنس تعسفي وغير مبرر، وأنه لا ينسجم مع طبيعة الخطأ وسياقه وحيثياته، حيق يلاحظ أن هذا الحادث لا يشكل حالة معزولة، وإنما ينضاف إلى سلسلة من الحوادث الممنهجة، التي راح ضحيتها عدد من العاملين، في عهد الإدارة الجديدة.
وجاء في البلاغ الذي أصدره المكتب النقابي للقناة، “بلغ إلى علم المكتب النقابي لمهنيي ميدي1 تي في أن إدارة القناة قررت طرد الزميل الصحفي محمد أنس طموح، على خلفية خطأ وقع في نشرة إخبارية قدمها صبيحة السبت الماضي، تبين بعد إجراء التحريات أنه جاء نتيجة لتداخل عدد من الأسباب التنظيمية والتقنية، ناهيك عن تبعات التحول إلى النظام الجديد “داليت”، والضغط النفسي الممارس على كافة المهنيين”.
وأضاف المكتب النقابي أنه “في الوقت الذي يعتبر فيه أن القرار المشار إليه أعلاه تعسفي وغير مبرر، وأنه لا ينسجم مع طبيعة الخطأ وسياقه وحيثياته، يلاحظ أن هذا الحادث لا يشكل حالة معزولة، وإنما ينضاف إلى سلسلة من الحوادث الممنهجة، التي راح ضحيتها عدد من العاملين، في عهد الإدارة الجديدة”.
ودعا المكتب النقابي إدارة القناة إلى العدول عن قرار الطرد، محملا إياها مسؤولية تعنتها وإصرارها عليه.
وحذر المكتب النقابي من مغبة الاستمرار في تبني أسلوب الرقابة البوليسية، ونهج سياسة الترهيب، والتسويف، وتصيد الأخطاء، والتشهير.
وأشار المكتب النقابي لقناة ميدي1 تيفي في بلاغ سابق إلى أن المدخل لضمان جودة المضامين يمر بالأساس عبر احترام التخصصات، وضخ دماء جديدة في القناة، وجلب الخبرة الخارجية، واستقطاب أصحاب التجربة في التلفزيون، لتعزيز الموارد البشرية الداخلية، المشهود لها بالتميز والكفاءة والاحترافية.
وسجل المكتب النقابي أن شبكة برامج القناة تشهد تضخما غير مسبوق؛ فبالإضافة إلى المواجيز الإخبارية والنشرات المفصلة، التي تتوزع ما بين الساعة السادسة صباحا والحادية عشرة ليلا، تم إطلاق ما لا يقل عن اثني عشر برنامجا جديدا، دون أن تتوفر الشروط التنظيمية والبشرية والمهنية لإنجاحها.
وكشف المكتب النقابي أن شبكة البرامج الجديدة صارت تشكل عبئا حقيقيا على المهنيين في مختلف الأقسام. كما أصبح الإنتاج اليومي لا يراعي شروط الجودة والمعايير المهنية؛ نظرا للخصاص الحاد في الموارد البشرية، والمراهنة على الكم، وغياب التكوين المستمر، وانعدام ثقافة الاعتبار، وعدم تقدير المجهودات الاستثنائية للمهنيين.
وأعلن المكتب النقابي لمهنيي ميدي 1 تيفي تشبثه بروحه النضالية، وبمبادئه الأصيلة، رافضا أي محاولة للابتزاز أو المساومة.
وأكد المكتب النقابي أنه سيواصل برنامجه النضالي، المفتوح على جميع السييناريوهات، بغية تحقيق مطالبه الجماعية المشروعة؛ وعلى رأسها مطلب الكرامة.