عزيزي سعد المجرد، أنا لا أعرفك شخصيا. وأعتقد أني لا أحتاج لمعرفتك شخصيا لكي أتفاعل مع قضيتك.
أنت فنان معروف انطلق من المغرب وبلغت شهرته اليوم حدودا عالمية. وهذا شيء يسعدني وأود أن أهنئك عليه.
لكني أعتذر لأني لا أستطيع مساندتك في هذه الظروف. تعرف لماذا عزيزي؟ لأنك متابع بتهمة تعتبر في كل دول العالم المحترم من أبشع الجرائم. ولأني لا أستطيع أن أدافع عن متهم لمجرد أنه مشهور أو لأنه يعجبني أو لأن نفس الجنسية تجمعني به.
لعلك فعلا بريء… فكل متهم بريء حتى تثبت إدانته. لهذا فأنا لا أدينك ولا أتهمك. لكني في نفس الوقت لا أستطيع أن أتضامن مع متهم في قضية عنف جنسي، إلا إذا تأكدت براءته. بانتظار ذلك، ومن منطلق إيماني بالقيم الكونية وبالحقوق، فأنا لا أستطيع حاليا إلا أن أقف في صف الضحية المحتملة.
كما أني، صدقا، لا أفهم حملة التضامن هذه. أسمع الكثيرين يدافعون عنك من منطلق أنك منا، أنك رفعت علم المغرب عاليا… أو من منطلق أنهم يعرفونك شخصيا وأنك عندهم مثل أخ أو ابن، ثم يسألون المعترضين: “لو كان أخاك، أما كنت ستدافع عنه؟”
هل يعني هذا أننا نعمل بقاعدة “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”. أليس المفترض فينا أن ندافع عن قيم ومبادئ، بغض النظر عن الأشخاص؟ أم أننا نقف في صف من نحب، مهما كانت أفعالهم المحتملة؟
ثم، اسمح أن أتساءل كالكثيرين حولي: ماذا لو تعلقت الواقعة بفنانة مشهورة ألقي عليها القبض في نفس الظروف؟ هل كانت ستستفيد من كل هذا الدعم الذي تحظى به أنت اليوم؟ لست متأكدة عزيزي، فهوسنا هو جسد المرأة، ونحن نغفر للرجل كل شيء. ندين المرأة ضحية أو فاعلة. مغتصبة أو متحرشا بها. عاشقة أو معنفة…
سعد… لا أدينك… هناك محكمة ستقرر… لكني لا أستطيع إلا أن أقف في صف القيم التي أدافع عنها والتي أؤمن بها. قيم تنبذ العنف.