اعتبر الباحث الجامعي عمر الشرقاوي أن الخطاب السامي الذي وجهه الملك محمد السادس من العاصمة السنغالية (دكار) بمناسبة الذكرى ال41 للمسيرة الخضراء، رسم معالم وأجندة الحكومة التي ستقود البلاد خلال الخمس سنوات المقبلة.
وبهذا الخصوص، قال الشرقاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن خطاب جلالته شكل كلمة توجيهية حددت مواصفات الحكومة القادمة، وحمل في طياته أكثر من رسالة داخلية وخارجية.
وأبرز أن خطاب الملك كان موجها لكل الطبقة السياسية المعنية بتشكيل الحكومة، وسيساهم بشكل فعال في تحريك مسار المشاورات، مشيرا إلى أن الخطاب الملكي نبه أيضا الأحزاب إلى استكمال منطق التعاقد المعتمد خلال انتخابات 7 أكتوبر، حيث أكد جلالة الملك أن تشكيل الحكومة ليس عملية رياضية حسابية، بل هي تعاقد سياسي بين أطراف منسجمة يستند إلى برنامج واضح، وأولويات محددة للقضايا الداخلية والخارجية.
وأوضح أن خطاب الملك وضع معايير اختيار أعضاء الحكومة المقبلة، والمبنية على الجدية والمسؤولية والخبرة والكفاءة بعيدا عن المنطق الحزبي الضيق، مسجلا حرص جلالته على أن يتم تشكيل الحكومة المقبلة وفق منهجية صارمة وعلى أنه لن يتسامح مع أي محاولة للخروج عنها.
وتابع أن الخطاب الملكي حمل أيضا توجيهات للحكومة المقبلة من أجل تخصيص جزء من برنامجها للاستثمار الديبلوماسي والاقتصادي والسياسي والتنموي في القارة السمراء، داعيا جلالته إلى منح إفريقيا اهتماما مماثلا للاهتمام الذي يوليه أعضاء الحكومة للدول الغربية.