رفض الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، الرد على الانتقادات التي وُجهت إليه من طرف قياديين في العدالة والتنمية، والذين وصفوا موقفه من المشاركة في الحكومة الجديدة بالغامض والملتبس. وقال لشكر، في حديث لـ ” آخر ساعة” إنه لن يرد على من سماهم حواريي بنكيران، ولن يخوض في الجدل المثار حول مسار مشاورات تشكيل الحكومة، والتجاذبات التي خلفتها وقائع الجولة الأولى من اللقاءات التي أجراها رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران مع قيادات التنظيمات الحزبية.
وأضاف لشكر، حسب صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر نهاية الأسبوع الحالي، أن تشكيل الحكومة ينبغي أن يسمو عن المزايدات والاتهامات، لأنها قضية تهم المغرب بكل مكوناته، وليس هذا الطرف أو ذاك، وأن من واجب رئيس الحكومة أن يتفرغ لهذه المهمة وينزل بكل ثقله من أجل إنجاح المشاورات، مبرزا أن المشكل ليس في الاتحاد الاشتراكي، الذي أعلن، منذ البداية، أنه سيسهل مأمورية رئيس الحكومة المعين.
وأكد لشكر، في السياق نفسه، أن الظرفية السياسية التي يمر منها المغرب تقتضي أن تنشغل الطبقة السياسية بالقضايا المهمة والمصيرية للبلاد، وعدم الانسياق وراء لعبة الاتهامات الموجهة إلى هذا الطرف أو ذاك، أو الدخول في الجدل العقيم الذي يرافق مشاورات تشكيل الحكومة. وأبرز الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي أنه من الأولى استثمار الحدثين البارزين اللذين عرفهما المغرب، أخيرا، بما يخدم مصلحة البلد عوض الانسياق وراء الاتهامات والاتهامات المضادة التي تشوش على هذين الحدثين. وأكد لشكر أن الحدث الأول يتمثل في تنظيم “كوب 22 “، الذي حول المغرب إلى قبلة لساسة العالم وتم التنويه بالجهود المبادرات التي يبذلها المغرب في مواجهة التغيرات المناخية، والحدث الثاني يتعلق بالاحتفال بذكرى الاستقلال الذي دشن لمعركة الكرامة، معركة تحرير الوطن من نير الاستعمار.
يشار إلى أن عبد الإله ابن كيران، وجه انتقادات شديدة للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، مؤكدا “أن ترشيح حزب الاتحاد الاشتراكي للقيادي الاتحادي الحبيب المالكي لرئاسة مجلس النواب غير مقبول، لأنه سابق لأوانه”، مُبرزا أن التفاوض على رئاسة مجلس النواب لا يكون قبل الحسم في المشاركة في الأغلبية الحكومية.
في السياق ذاته، انتقد عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية محمد يتيم لشكر باتخاذ موقف ملتبس من مسألة المشاورات، إذ في الوقت الذي تحفظ في البداية، عن إشراك “الأحرار” في المشاورات، عاد ليتغزل في حزب الحمامة خلال اجتماع اللجنة الإدارية للحزب نهاية الأسبوع الماضي.
وفي هذا الصدد، قال قيادي في الاتحاد الاشتراكي إن يتيم وقع في تناقض ويكذب كلام بنكيران الذي صرح أكثر من مرة أن ثمة حزبين فقط هما اللذين أعلنا صراحة موقفهما من المشاركة في الحكومة المرتقبة، وأن الاتحاد الاشتراكي، الذي اشترط أن يتوصل بعرض ملموس من طرف ابن كيران لم يحسم في موقفه من مسألة المشاركة. وأضاف المصدر أن ما كتب ونشر من طرف أتباع ابن كيران يصب في باب المزايدات والتضليل.
وتعرف المشاورات الهادفة إلى تشكيل الحكومة تعثرا بعد مرور شهر ونصف من انتخابات 7 أكتوبر. ويُرجح أن حالة “البلوكاج” التي تعرفها المشاورات ستستمر لأسابيع أخرى، ما لم تحدث مفاجآت، خاصة أن الملك محمد السادس استأنف أول أمس الخميس مباشرة بعد انتهاء أشغال “كوب 22″، زيارته لعدد من البلدان الافريقية، بدأها بالجمهورية الفدرالية الديمقراطية لإثيوبيا. وتُشكل هذه الزيارات الجزء الثاني من الجولة الإفريقية التي بدأها جلالته من دول بإفريقيا الشرقية.