بنكيران يجر المغرب إلى أزمة سياسية

أصبح في حكم المؤكد أن رئيس الحكومة المعين، عبد الإله بنكيران، يجر المغرب جرا إلى أزمة سياسية، بسبب تغييبه للمرونة في المشاورات مع الأحزاب وتغليبه مقاربة تفاضلية في التعامل مع التنظيمات السياسية، وهو ما أثبته منذ انطلاق المشاورات، حينما أكد موقفه المُحابي للتقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال، مُعلنا إشراكهما في الائتلاف الحكومي المرتقب، ونهجه سياسة فرض الأمر الواقع على باقي التنظيمات السياسية، التي لا يريد من ورائها سوى إكمال فريقه الحكومي من الناحية العددية، مما فجر غضب قيادات التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية، التي رفضت أن تلعب دور المُكمل، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر اليوم الاثنين.

ورغم حالة “البلوكاج” التي تعيشها المشاورات، أعلن رئيس الحكومة المعين، عبد الإله بن كيران، أول أمس السبت، خلال ترؤسه للاجتماع الدوري لمؤسسة منتخبي العدالة والتنمية، تمسكه بإلحاق الاستقلال بفريقه الحكومي المرتقب، ما يعني أن بنكيران يريد أن يُديم حالة “البلوكاج” لفترة أطول، خاصة في ظل رفض غالبية الأحزاب لأسلوب فرض الأمر الواقع الذي ينهجه بنكيران معها.

في السياق نفسه، دافع القيادي في العدالة والتنمية ونائب الأمين العام للحزب، سليمان العمراني، على منهجية بنكيران في المشاورات رغم أنها قادت إلى النفق المسدود. وقال العمراني، في حوار أدلى به إلى جريدة “العربي الجديد”، إنه لا يمكن قبول ما سماه ببعض الاصطفافات، التي وصفها بـ”الغامضة”، أو السعي للي ذراع رئيس الحكومة المعين، أو فرض شروط مسبقة لا تنسجم مع منهجية تشكيل الأغلبية الحكومية، مشددا على أن قيادة الحكومة لا يستحقها غير الحزب الأول.

ورغم تعيينه رئيسا للحكومة الجديدة في 10 أكتوبر الماضي، ما يزال المغرب يعيش بدون حكومة، بسبب سوء إدارة ابن كيران للمشاورات مع الأحزاب، ليُدخل ابن كيران المغرب في حالة من الانتظارية خلفت جمودا في الحياة السياسية وعطلت المؤسسات، ومنها مؤسسة الحكومة ومؤسسة البرلمان. ولا يبدو في الأفق أية مؤشرات تدل على قرب حدوث انفراج في الأزمة السياسية التي تسبب فيها ابن كيران.

في سياق ذي صلة، وجه شباب حزب التجمع الوطني للأحرار بجهة سوس ماسة انتقادات شديدة لقيادة “البيجيدي” على خلفية استهدافها لرئيس الأحرار عزيز أخنوش. وندد هؤلاء في بلاغ أصدروه باسم الشبيبة التجمعية بما وصفوه بالاستهداف الممنهج وللحملة المغرضة التي تشنها أطراف سياسية ضد أخنوش، في إشارة إلى كل من رئيس الحكومة المعين، عبد الإله ابن كيران، والأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة