وجهت قيادة العدالة والتنمية، مساء أول أمس الثلاثاء، إشارات سلبية لزعيم التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، من خلال تجديد تشبثها بإشراك حزب الاستقلال في الحكومة المرتقبة، خلال اجتماع الأمانة العامة للحزب، رافضة بذلك أي حلحلة لملف تشكيل الحكومة الذي يراوح مكانه بعد أزيد من شهر ونصف من الانتخابات التشريعية لـ 7 أكتوبر. وبعثت قيادة “البيجيدي” هاته الإشارات السلبية، أياما فقط قبل عودة أخنوش من جولته الإفريقية التي يرافق فيها الملك محمد السادس، وفق ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر الخميس.
وتُعول قيادة “المصباح” على تنازلات أخنوش في موضوع الاستقلال وكذا في موضوع تحالفه مع الاتحاد الدستوري وتنسيقه مع الحركة الشعبية، لتحقيق اختراق في المشاورات الحكومية وإحراز تقدم في مسار تشكيل الحكومة. وتداولت قيادة “البيجيدي” بشكل مستفيض في تعثر المشاورات الحكومية، عاقدة الأمل على اللقاء المرتقب لرئيس الحكومة المعين عبد الإله ابن كيران بعزيز أخنوش بعد عودة الأخير من جولته الإفريقية، لتحريك ملف تشكيل الحكومة الذي عرف ركودا مند تعيين ابن كيران رئيسا للحكومة الجديدة من طرف الملك في 10 أكتوبر الماضي.
وتنتظر قيادة “البيجيدي” من قيادة الأحرار قرارا حاسما حول مسألة المشاركة في الحكومة، علما أن ابن كيران يسعى إلى التفاوض مع الأحرار بشكل مستقل دونما حاجة إلى إدماج الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية في المشاورات، كما تنتظر قيادة “البيجيدي” الحسم النهائي لقيادة الاتحاد الاشتراكي من مسألة المشاركة. ويشكل إبعاد الاستقلال من الائتلاف الحكومي المقبل الذي وضعته قيادة حزب الحمامة شرطا لدخول الأحرار إلى الحكومة، إحدى المسائل الجوهرية التي وقع عليها الخلاف بين ابن كيران وأخنوش، والتي تسببت في تعثر المشاورات الحكومية.
كما حذر عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية محمد يتيم، مما سماه تبعات إبعاد ابن كيران من رئاسة الحكومة الجديدة وتكليف شخصية أخرى بتشكيل الحكومة، مُؤكدا أن ذلك ستكون له كلفة سياسية.
واعتبر يتيم، في تدوينة له على صفحته التواصلية، أن ” موقف الرأي العام أصبح ضاغطا ولم تعد المسالة مسالة داخلية، مضيفا أن “أي توجه آخر ستكون له كلفة سياسية”. وانتقد يتيم اجتهادات عدد من الإعلاميين والمحللين السياسيين وخبراء القانون الدستوري، الذين قدموا سيناريوهات بديلة عن ابن يكران في أفق تخطي وضعية “البلوكاج” التي تطبع مسار مشاورات تشكيل الحكومة.
وأكد يتيم أن قيادة “البيجيدي” متشبثة بابن كيران رئيسا معينا للحكومة المقبلة، وأنه “لا يوجد في الحزب من صرح أنه يمكن التفكير في بديل آخر”.
