في اليوم العالمي لمكافحة السيدا .. إصابة 1200 حالة سنوياً بهذا الفيروس

يعود اليوم العالمي لمكافحة السيدا كل سنة، ليبرز الجهود والمساعي الدولية الحثيثة للقضاء على داء ينخر مجتمعاتنا في صمت، سواء تعلق الأمر بإيجاد علاج نهائي وضمان التكفل بالمرضى، أو محاربة الوصم والتمييز ضد الأشخاص المصابين، وإحداث تغيير في العقليات والسلوكيات.

ويتيح هذا اليوم العالمي، الذي اختير له هذه السنة شعار “أوقفوا السيدا”، الفرصة لتسليط الضوء على الاستراتيجيات المحلية والدولية، بما فيها استراتيجية منظمة الصحة العالمية، والمقاربات الكفيلة بمواجهة هذا الداء ووضع حد لانتشاره.

وعلى مستوى المغرب، تندرج مكافحة السيدا في إطار تفعيل استراتيجية القطاع الصحي للفترة ما بين 2012- 2016، والتي ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية، هي الوقاية والدعم للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري، والحكامة المثلى وتدبير الاستجابة.

وتتوخى هذه الاستراتيجية، تقليص عدد الإصابات الجديدة بالفيروس إلى 75 في المائة في أفق سنة 2020، وبلوغ “صفر إصابة جديدة، وصفر تمييز ضد الأشخاص المصابين بالوباء، وصفر وفاة بسبب السيدا” بحلول سنة 2030.

وقد مكنت هذه الاستراتيجية، حسب الدكتور كمال العلمي، مدير البرنامج المشترك للأمم المتحدة لفيروس نقص المناعة المكتسبة (أونيسيدا) في المغرب، من تقليص عدد حالات العدوى التي انتقلت من 1800 إلى 1200 حالة ما بين سنتي 2010 و2016، بانخفاض يقدر ب600 حالة في السنة.

وأوضح العلمي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة اليوم العالمي لمحافحة السيدا (فاتج دجنبر)، أن هذه الأرقام تعكس التطور الحاصل على مستوى العلاج خاصة (العلاج الثلاثي)، الذي يساهم في الرفع من نسبة تعايش جسم المريض مع الداء كأي مرض مزمن (مثل السكري)، وانخفاض حالات الإصابة بالعدوى عن طريق الاتصال الجنسي، مع منع تكاثره والقضاء على الأمراض الانتهازية، والتحكم في المرض.

وأضاف العلمي، أن هذا التراجع ناتج عن مكتسبات شتى تم تحقيقها في المجال في إطار جهود منسقة بين وزارة الصحة وجمعيات المجتمع المدني وكافة القطاعات المعنية، وهي جهود مكنت من توسيع الولوج إلى الخدمات الطبية، ودمج المقاربة الإنسانية في محاربة الداء مع انخراط المجلس الوطني لحقوق الإنسان لمكافحة التمييز إزاء الأشخاص المصابين بالسيدا.

وأشار المتحدث إلى أن وزارة الصحة ستقوم بوضع مخطط استراتيجي وطني جديد لمكافحة السيدا (2017-2021)، من شأنه إدماج المبادرة السريعة ل”لأونيسيدا”، بموازاة مخطط استراتيجي لمنظمة الصحة العالمية (2016-2021) الرامي إلى تعزيز استجابة قطاع الصحة فـي سياق أهداف التنمية المستدامة والتقدم صوب تحقيق الغايات الـثلاث بنسبة 90 في المائة للتوسع في نطاق الاستجابة للفيـروس.

وتحدد هذه الاستراتيجية، وفق العلمي، إطار تعزيزها وتسريعها، بما يتواءم مع استراتيجيات وخطط قطاع الصحة العالمي ذات الصلة، بما فيها تلك المرتبطة بالسل، والتهاب الكبد الفيروسي، والصحة الجنسية والإنجابية، والأمراض غير السارية.

وأبرز مدير البرنامج الأممي على أن الحاجة ملحة اليوم إلى تقوية عملية مكافحة السيدا على الصعيد الوطني، عبر تعزيز دعم البحث العلمي والطبي والوقاية وتحسين جودة الحياة، ودعم الأشخاص الحاملين للفيروس وأقاربهم، بما يساهم في بروز وتقوية شراكات وفاعلين في مجال مكافحة السيدا بالمغرب، الذي يعد من أكثر البلدان تطورا في المجال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتشير التقديرات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن ما يعادل 37 مليون شخص يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية سنة 2015، كما تلقى 18.2 مليون شخص متعايش مع فيروس نقص المناعة البشرية العلاج المضاد للفيروسات، بينما لقى ما يقارب 1.1 مليون شخص حتفهم لأسباب تتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية في جميع أنحاء العالم خلال نفس الفترة.

واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن نجاح الاستجابة العالمية لفيروس فقدان المناعة البشرية، رغم الجهود المبذولة، غير متساو وغير منصف، بسبب تراجع توزيع الإصابة عموما وتزايده ببعض البلدان والمناطق، كما لا يطال التقدم الحاصل في المجال المجموعات السكانية ذات الأولويـة بالقدر الكافي وبالسرعة اللازمة.

وأبرزت المنظمة أن معدل إصابة الفتيات والنساء الشابات في إفريقيا جنوب الصحراء على سبيل المثال، يساوي ضعف معدل إصابة الصبيان والفتيان من الأعمار نفسها، إلى جانب تفاوتات كبيرة في مدى إتاحة العلاج والرعاية، التي ينخفض مستواها بالنسبة للرجال، بما في ذلك الرجال المنتمون للجماعات السكانية الرئيسية في العديد من البلدان.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة