مر شهران على اقتراع 7 أكتوبر الخاص بالانتخابات التشريعية، دون أن يتمكن رئيس الحكومة المعين عبد الإله ابن كيران من تشكيل حكومته المرتقبة. ويُحمّل العديد من الفاعلين والمحللين السياسيين ابن كيران مسؤولية فشل المشاورات الحكومية بسبب سوء تدبيره لها، وذلك حسب ما أوردته صحيفة “آخر ساعة” في عدد يوم الاثنين.
وبحسب هؤلاء، فإن تطبيق ابن كيران لمبدأ “المفاضلة” بين الأحزاب، من خلال حسمه المبكر في قبول الاستقلال والتقدم والاشتراكية وفرض هذا الأمر الواقع على قيادات الأحزاب الأخرى، التي انخرطت في المشاورات، ورفضه التعامل مع التنظيمات السياسية على قدم المساواة وغياب مفاوضات حقيقية بما تعنيه من انفتاح كلي على الهيئات السياسية، والليونة في المشاورات، أدخل هذه الأخيرة النفق المسدود، مما عطل عمل المؤسسات (الحكومة والبرلمان) وأدخل المغرب مرحلة الأزمة السياسية التي تقترب من استكمال شهرها الثاني.
وتتوجه الأنظار نحو عودة الملك محمد السادس من جولته الإفريقية لكي يتم حلحلة ملف المشاورات وتشكيل الحكومة، بعدما فشل ابن كيران في هذه المهمة، كما فشل حليفيه الاستقلال والتقدم والاشتراكية في مساعدته في إيجاد مخرج للمأزق الذي يوجد فيه. ورغم اللقاءات المتكررة للثلاثي ابن كيران شباط بنعبد الله، إلا أن تلك اللقاءات لم تُسعف في ابتكار وصفة مناسبة للإفراج عن التشكيلة الحكومية الجديدة، بل إن الاستقلال أصبح جزءا من الأزمة بعدما تشبث به ابن كيران وتحدى به تنظيمات سياسية أخرى على رأسها حزب التجمع الوطني للأحرار.