دفعت النشرات الإنذارية المتتالية، حول التساقطات المطرية التي عرفتها المملكة قبل أيام، بوزارة الداخلية، إلى استنفار الولاة والعمال، من أجل عقد اجتماعات طارئة مع المصالح المختصة، بغرض بلورة التدابير الاستباقية الواجب اتخاذها لمواجهة خطر سيول الفيضانات، في وقت قال البنك الدولي إن الكوارث الطبيعية تكبد المغرب مليار دولار سنويا، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر اليوم الخميس.
وقال مصدر مطلع، إن عددا من الولاة والعمال، شرعوا في استدعاء رؤساء المصالح ذات الصلة، بالتدابير الاستباقية الواجب اتخاذها لمواجهة خطر سيول الفيضانات، موضحا أن هذه الاجتماعات الجهوية والإقليمية، ستجري بحضور قادة الحاميات العسكرية، والقادة الجهويين للدرك الملكي والوقاية المدينة ومسؤولي الأمن الوطني، فضلا عن رجال السلطة ورؤساء الجماعات المحلية المعنية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن رؤساء الإدارات اللاممركزة، والمؤسسات العمومية الترابية ذات الصلة بالموضوع، وفي طليعتها، وكالات الأحواض المائية، والمكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي ومندوبيات الصحة، ستكون مدعوة إلى المشاركة، في نفوذها الترابي، في بلورة التدابير الاستباقية الواجب اتخاذها لمواجهة خطر سيول الفيضانات.
وذكرت وزارة الفلاحة، الصيد البحري، الاثنين الأخير، أنه جرى تسجيل متوسط تساقطات تراكمي وطني من الأمطار قدر، إلى غاية 5 دجنبر الجاري في الساعة السادسة صباحا، بنحو 140 ملم، أي بزيادة تقدر بـ 22 في المائة مقارنة مع سنة عادية (114,7 ملم)، و107 في المائة، مقارنة بالموسم الماضي (67,4 ملم) في نفس التاريخ، وذلك بعد كانت مديرية الأرصاد الجهوية، قد أصدرت خلال نونبر المنصرم وبداية شهر دجنبر الجاري، ثلاث نشرات إنذارية.
وأكد مصدرنا أن ما سمي بلجن “اليقظة”، الواقعة تحت إشراف الولاة والعمال كل داخل نفوذه الترابي، والمكلفة ببلورة التدابير الاستباقية الواجب اتخاذها لمواجهة خطر سيول الفيضانات، ستكون مطالبة بتأطير تدخلاتها الميدانية، بعشر تدابير وإجراءات وقائية، حسب خصوصية كل جهة من الجهات المستهدفة.
وعدد المصدر ذاته، على سبيل الذكر، تلك التدابير والإجراءات المؤطرة للتدخلات الاستباقية لجنة “اليقظة”، على مستوى ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، التي يهددها، مع كل موسم شتاء، فيضان وداي بهت وسبو بالغرب، في جرد وتحيين النقط السوداء، ومناطق الإيواء، ووضع مخطط للتدخل عند الاقتضاء على مستوى المناطق المتضررة، وجرد الآليات والأدوات الخاصة بالتدخل لمواجهة الفيضانات، والدعوة إلى الزامية الإشعار المبكر.
وتابع المصدر، أن باقي الإجراءات، تتمثل في دعوة السلطات الترابية لجن اليقظة الإقليمية والمحلية، إلى اجتماعات يومية، ووضع برنامج مداومة، وصيانة جنبات الطرق، وتنقية الأودية وقنوات الصرف الصحي، والمعالجة الفورية لتجمع المياه في النقط السوداء، والدعوة إلى تنظيم حملات تحسيسية، لفائدة المتدخلين، والسكان المجاورين للمناطق الحساسة.
وفيما سجل بعدد من مناطق المغرب خلال التساقطات الأخيرة العديد من الخسائر المادية، نتيجة السيول والأمطار القوية التي ضربت عدد من الجهات ويتوقع هطولها حتى شهر مارس المقبل، كان تقرير للبنك الدولي، قد قال على هامش مؤتمر “كوب 22″، بمراكش، إن المغرب يتكبد سنويا خسائر تقدر بحوالي مليار دولار، جراء عدم قدرته على مواجهة آثار الكوارث الطبيعية، ومنها الفيضانات.