اختتام ميدايز 2016 : إعلان طنجة التاسع يدعو إلى العودة الفورية للمغرب إلى الاتحاد الافريقي

اختتمت مساء السبت بطنجة فعاليات الدورة التاسعة لمنتدى “ميدايز” بتبني إعلان طنجة التاسع الذي يدعو بقوة إلى العودة الفورية للمغرب إلى الاتحاد الافريقي ، وذلك بعد أربعة أيام من المناقشات المكثفة تمحورت حول شعار “من التجزيء إلى الاستدامة .. ثورة في النماذج”.

ودعت التوصيات، التي تلاها رئيس معهد أماديوس، ابراهيم الفاسي الفهري، بقوة باسم جميع المشاركين الأفارقة، إلى العودة “الفورية” للمغرب إلى الاتحاد الإفريقي بموجب المادة 29 من القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وذلك قبل انعقاد القمة المقبلة الشهر المقبل في أديس أبابا.

وأعرب البيان الختامي عن أسف “منتدى ميدايز للأساليب التي تنهجها رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي لتأخير انضمام المملكة، في حين أن الغالبية العظمى من الدول الافريقية أعربت بشكل واضح لصالح عودة المملكة”، مضيفا أن المشاركين في المنتدى يعتبرون أن” عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي أمر لا مفر منه ويطالبون من رئاسة لجنة الاتحاد الإفريقي التحلي بروح المسؤولية واحترام الآليات القانونية والمؤسسة الإفريقية “.

وأشار البيان إلى توصيات مؤتمر القمة الإفريقية الأولى للعمل لصالح التنمية المشتركة، المنظم بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 16 نونبر الماضي، لإنشاء ثلاث لجان للمساعدة على إنشاء مشاريع ملموسة للتنمية ستمكن من جمع وتوحيد جميع البلدان الإفريقية، مع الشركاء الرئيسيين للقارة من خلال إنشاء منصة مستدامة تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال التنمية وتمويل ومواكبة التنمية المستدامة وتعزيز صمود القارة في مواجهة التغيرات المناخية.

وناشد البيان الختامي أيضا جميع الفاعلين الدوليين والقوى الكبرى للعمل معا من أجل إنشاء منطقة للسلم والاستقرار والازدهار المشترك في العالم العربي، على أساس احترام الوحدة الترابية وسيادة الدول.

كما دعا إلى إنشاء هيكلة جديدة عالمية لمكافحة الإرهاب تتمحور حول نموذج فعال للدفاع والأمن قائم على مخطط الاستباق والوقاية واجتثاث التطرف بنهج القيم الحقيقية للإسلام واحترام دولة القانون.

وأكد المنتدى، مرة أخرى، على ضرورة إحياء اتحاد المغرب العربي لإقامة نظام مغاربي جديد، داعيا الجزائر لاستئناف دون تأخير مشاورات قطاعية والزيارات الوزارية مع المملكة المغربية، لإعادة فتح الحدود البرية.

ودعا البيان أيضا إلى إصلاح شامل لسياسة الجوار الأوروبية وآليات الاتحاد الأوروبي المتهالكة والمتجاوزة للتعاون مع منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط ، في مواجهة صعود الشعبوية في الشمال ولمواجهة انتشار التهديدات في الجنوب.

وبخصوص المناخ، رحب البيان الختامي بنتائج المؤتمر 22 للأطراف بشأن تغير المناخ (كوب 22) الذي انعقد في مراكش. كما دعم البيان خارطة الطريق المناخية للرئاسة المغربية لكوب 22 القائمة على تعزيز تعبئة الأموال، وتطوير القدرات المؤسسية والبشرية، وتنفيذ مشاريع مبتكرة للتكيف مع تغير المناخ، وضمان تحسين إدارة المخاطر وتعزيز نقل التكنولوجيا، خاصة بالنسبة للبلدان الأكثر ضعفا. وفي هذا السياق، دعا البيان الولايات المتحدة الأمريكية إلى احترام التزاماتها من خلال الانضمام والتصديق على اتفاقية باريس، مؤكدا أن انسحاب ثاني أكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحراري من شأنه أن يعرض للخطر كل التطورات التاريخية في مجال تنظيم المناخ، التي أعلن عنها خلال اتفاق باريس وتم التأكيد عليها في اتفاق كوب 22 بمراكش.

كما دعم البيان وشجع “مبادرة مراكش للشراكة العالمية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة” و”المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة”، الملتزمين بتطوير قطاع الطاقة الخضراء وتسريع عملية الانتقال الطاقة على المستوى الإفريقي والعالمي. وأشار إلى أن إفريقيا باستفادتها من الزخم الذي ولده مكافحة تغير المناخ، يمكنها أن تصبح رائدة في مجال الطاقة المنخفضة الكربون وفي مجال تطوير الطاقة النظيفة والمستدامة. وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، شجع البيان مبادرة “تكيف الزراعة الإفريقية”، التي أطلقها المغرب بدعم من أكثر من 25 بلدا إفريقيا، والتي ستضمن تكييف الزراعة الإفريقية لتغير المناخ، من خلال تمويل البرامج وبناء القدرات .

وأشار إلى أن منح الجائزة الكبرى ميدايز 2016 للشعب الهايتي كعربون على التضامن تجاه شعب واجه عدة كوارث طبيعية متتالية خلال السنين الأخيرة ويسعى في طريقه إلى التنمية المستدامة، داعيا المجتمع الدولي للعمل على دعم هايتي، لإعادة الإعمار والتنمية، والتكيف مع الآثار المدمرة لتغير المناخ على البلاد.

وشكلت الندوات الموضوعاتية للدورة التاسعة لمنتدى ميدايز الدولي ، الذي نظمه معهد “أماديوس” تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي انطلقت الاربعاء الماضي تحت شعار “من التجزيء إلى الإستدامة : ثورة في النماذج”، مناسبة لمناقشة نتائج أشغال مؤتمر “كوب 22″، والتوجهات الاقتصادية والطاقية التي يتعين نهجها، وآفاق تنمية افريقيا، وركائز التنمية البشرية والمستدامة، ممثلة في الصحة والتربية وانعدام المساواة القائمة على النوع والأمن الغذائي، وموضوع التهديدات الإرهابية وتعدد المخاطر الأمنية واصطدام الهويات في أوروبا وإفريقيا وفي العالم العربي.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة