معطیات جدیدة یقدمها مرکز مکافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية حول مغاربة “داعش”، بعد تحليل “وثائق سينجار”، وهي قاعدة البيانات لـ” تنظيم القاعدة في العراق” استولت عليها قوات التحالف الدولي في مدينة سنجار العراقية قرب الحدود السورية، ووثائق “داعش”، التي سربها مقاتل سابق لدى هذا التنظيم.
وحسب ما ذكرته جريدة “أخبار اليوم” في عددها ليوم الاثنين، فإن هاته الوثائق تظهر تطور أعداد المغاربة الذين ينضمون للقتال في صفوف هذا التنظيم بشكل غير مسبوق عما كان عليه الحال في مرحلة تنظيم” القاعدة”.
وبینما کان بوجد 36 مغربیا فحسب، ينحدرون من أربع مدن مغربية فقط في معاقل تنظيم القاعدة، فإن أعداد المقاتلين المغاربة ستنفجر في مرحلة الدولة الإسلامية، حيث تطور عدد المقاتلين بين المرحلتين بـ606 بالمائة.
وبحسب الوثائق التي قام بتحلیلها مرکز مكافحة الإرهاب، وتشمل 254 مقاتلاً مغربيا، فإن هؤلاء غادروا من 63 مدينة مغربية. ويقول المركز تعليقا على ذلك: “إن المغرب حالة لتطور أعداد المقاتلين الذين يلتحقون بتنظيمات متطرفة بالخارج ولتحول في الخارطة الجغرافية التي ينحدرون منها داخل البلاد”.
ويظهر التحليل الخرائطي لهذه العينة، أن المدن التي كانت بارزة في مرحلة تنظيم القاعدة كالدار البيضاء ساهمت بـ65 بالمائة من مقاتلي هذا التنظيم (17 من أصل 26 حددوا مواطنهم في وثائق القاعدة) بينها ثمانية مقاتلين ينحدرون من جهة طنجة تطوان شمال البلاد، لكن في مرحلة تنظيم “داعش” لم تعد مدينة الدار البيضاء المزود المغربي الرئيسي للمقاتلين، فهي لم تساهم سوى بـ4.5 في المائة (11 فردا) من المقاتلين الذين ينحدرون من مدن كبيرة.
وعلي عكسها، كانت مدينة فاس المدينة الثانية من حيث عدد السكان بالمغرب، حيث ساهمت بأكبر عدد من المقاتلين (15 بالمائة أو 37 مقاتلا) فيما كان التحول الثاني في خارطة المقاتلين المغاربة بجهة طنجة تطوان، فهي بـ32 مقاتلا منحدرا من مدينة تطوان و23 مقاتلا من طنجة، شكلت علامة بارزة بالرغم من كونها فقط تاسع أعلى مدينة مغربية من حيث عدد السكان.
غير أن مركز مكافحة الإرهاب يعتقد أن تدهور أعداد المقاتلين المنحدرين من مدينة الدار البيضاء يمكن ان يعزى الى أن مقاتلي تنظيم القاعدة كانوا يسجلون اسم هذه المدينة كنقطة مغادرتهم بدل المدن الحقيقية التي ينحدرون منها، ويضيف “ليس مفاجئا أن ينحدر معظم المقاتلين في تنظيم القاعدة من مدينة الدار البيضاء بالنظر إلى كون العمليات الإرهابية في البلاد دائما ما يكون ضمن عناصر تنفيذها أشخاص ينحدرون من الدار البیضاء.
وبالنسبة لمدينة فاس، فإن المفاجآت الحقيقية بحسب المصدر ذاته، هي أن هذه المدينة لم تكن تساهم بأي مقاتل في معاقل تنظيم القاعدة بالرغم من أن عددا من المتحدرين منها كانت لديه صلات بأعمال عنف أو خطط لارتکاب اعتداءات إرهابية بما في ذلك تفجيرات 16 ماي 2003.
ويقول معدو التقرير إن النقص الحاد للفرص بالنسبة للناس المقيمين في فاس غير المرتبطين بأنشطة السياحة، عزز من توجه الكثيرين نحو التطرف، “وتقدم المعلومات المتحصل عليها من بيانات الدولة الإسلامية الدليل على ذلك، بحيث إن 59 في المائة من مقاتليها تزاوج تعليمهم بين الابتدائي والإعدادي فيما 5 بالمائة فحسب من لديهم تعليم ثانوي، لكن 16 بالمائة من الذين لديهم تعليم جامعي وجدوا فرصة عمل، وهذه النسبة متدنية عن النسب العامة لهذه المؤشرات لدى المقاتلين المغاربة (46 بالمائة لديهم مستوی تعلیمی متوسط و30 بالمائة لديهم تعليم ثانوي، و11 بالمائة لديهم تعليم جامعي). وبالرغم من ارتفاع نسبة التعليم الجامعي في فاس بين مقاتليها في صفوف “داعش” فإن 5 بالمائة من لديهم وظائف أو أعمال تتضمن مهارات جيدة، بينما 68 بالمائة يعملون في أعمال لا تتضمن أي مهارات.
وجهة طنجة تطوان أيضا لديها تاريخ في التطرف بحسب المركز، يغذيها في ذلك الفرص القليلة في العمل، وقربها من أوروبا، وتاقلمها مع النشاطات الإجرامية لعصابات تهريب المخدرات، والمثال البارز عن ذلك هو أن 11 فردا من الـ 17 المتورطين في تفجيرات قطارات مدريد عام 2004، ینحدرون من هذه الجهة.