انتشر الوشم بين الكثير من الناس، وخاصة بين المشاهير. وكانت بدايات انتشاره بصورة كبيرة في العالم قد بدأت قبل أربعين عاما، إذ كان مغنو الروك والمجرمون وأعضاء نوادي قيادة الدراجات يعبرون من خلال الوشم عن تميزهم عن الآخرين. لكن لدى الناس اليوم أسباب أخرى للتزين بالوشم.
وذكر الطبيب النفسي الألماني ديرك هوفمايستر أن “التعبير عن الانتماء لمجموعة محددة لا يزال من أسباب وضع الوشم لكنه ليس السبب الرئيسي”.
وأضاف الطبيب متحدثا لـDW: “عندما نسأل هؤلاء عن سبب الوشم يردون بأنهم يسعون إلى التفرد والتميز عن الآخرين، وهذا ما يؤكد انتشار التزين بالوشم هذه الأيام. فالأمر يتعلق بالتفرد الشخصي والتعبير عنه من خلال ذلك”.
وتطورت صناعة الوشم وصارت تُنفذ بتقنيات حديثة تسمح برسم الخطوط الناعمة وباستعمال الألوان الساطعة. وهو ما قد يدفع الكثيرين للحرص على إظهار الوشم والإكثار منه في الجسم، بغض النظر عما سيحدث للجسد جراء الوشم بعد أعوام.
في حين يحاول البعض التخلص من الوشم من الجسم. وهنالك عدة أسباب لذلك كما أوضحت طبيبة الجلدية الألمانية يائيل آدلر من برلين. وأضافت الطبيبة لـDW قائلة: “السبب الأكثر انتشاراً لمحي الوشم هو إحساس الشخص بأنه ارتكب خطأ ما في سن المراهقة ويكتشف عدم رغبته بالوشم لاحقا، أو أن الوشم لم يعد يعبر عن ذوقه مثلاً، ويرغب في التخلص منه .. أو أن الوشم لم يكن بالدقة أو بالشكل الذي تمناه أو أن خبير الوشم لم يتمكن من التعبير عن رغبة الزبون”.
ويتم إزالة الوشم عبر جهاز الليزر الذي يمكنه محي الألوان بسرعة ودقة ويحقق الهدف المرجو من إخفاء الوشم. لكن اللونين الأحمر والأصفر تصعب إزالتهما عبر الليزر.
في حين لا يفكر الكثير ممن يرسمون الوشم على أجسامهم بتبعات الوشم ومصيره في المستقبل على أجسادهم. وقال الطبيب النفسي الألماني ديرك هوفمايستر، من قسم الطب النفسي في جامعة لايبزيغ، بهذا الصدد: “أعتقد إنهم لا يفكرون بالأمر وتبعاته في سن الشباب. أنا أشارك غالباً في تجمعات الموشومين، وسبق لي أن تحدثت مع بعضهم في هذا الأمر ولاحظت عدم اهتمامهم بمصير تلك الرسومات على أجسادهم .. وماذا يعني حملها طيلة حياتهم”.
وتعتمد عملية مسح الوشم على كثافة الوخز الذي تعرض له الجلد وعدد الألوان التي استخدمت ومدى عمق هذه الألوان والطريقة التي مزجت بها. وذكرت الطبيبة يائيل آدلر أن المرء يحتاج عدة جلسات لإزالة الوشم: “باستخدام الليزر الاعتيادي تستغرق عملية المسح عشر جلسات أو خمس عشرة جلسة، وباستخدام الليزر السريع تستغرق عملية إزالة الوشم نصف هذا الوقت”.
ونوهت طبيبة الجلدية الألمانية آدلر إلى أنها لا يمكن أن تضمن اختفاء الوشم نهائيا، إذ قد يسبب العلاج “ظهور ندبات في الجلد”. بالإضافة إلى أنه “لا يمكن معرفة كيف سيتحمل المرء العلاج أو كيف ستكون النتيجة بشكل عام”.