تعتبر جهة فاس مكناس طبقا للتقطيع الجهوي الجديد دائرة “الموت” الانتخابية بامتياز بالنظر لشراسة التنافس والصراع السياسي الدائر حولها ولثقل المرشحين وكلاء اللوائح الحزبية لكن أيضا لرهانات الاغلبية وخاصة البيجيدي الذي يطمح ﻹنهاء نفوذ غريمه حميد شباط على العاصمة العلمية.
وﻷجل ذلك نزلت أحزاب الاغلبية بكل ثقلها بجهة فاس مكناس لمحاصرة حميد شباط الامين العام لحزب الاستقلال وعمدة فاس الذي يبسط سيطرة انتخابية شبه مطلقة على المدينة، وذلك بإقدام أحزاب الاغلبية على ترشيح خمسة من وزراء حكومة بنكيران الى جانب مجموعة من البرلمانيين النافذين لمنافسة شباط في نزال وتحدي انتخابي محلي وجهوي لكن برهانات سياسية وطنية لا تخفى دلالاتها على المتتبعين.
وقائمة وزراء بنكيران الخمسة الذين سينافسون شباط في الجهة المذكورة هم : إدريس الأزمي الإدريسي الوزير المنتدب المكلف بالميزانية عن حزب العدالة والتنمية، وامحند العنصر وزير الشباب والرياضة والامين العام لحزب السنبلة وإدريس مرون وزير التعمير عن الحركة الشعبية، ومحمد عبو وزير التجارة الخارجية عن التجمع الوطني للأحرار، فضلا عن الوزير السابق صاحب فضيحة الكراطة والتسجيل الصوتي الاخير مع ابن عمه الذي يكشف كولسة انتخابية وكلام سب وشتم بذيء من محمد أوزين عن الحركة الشعبية.
وسيتنافس هؤلاء الوزراء الى جانب برلمانيين نافذين من الاغلبية وعلى رأسهم عبد الله بوانو رئيس الفريق البرلماني للبيجيدي بمجلس النواب، مع حميد شباط، على 69 مقعدا بجهة فاس مكناس منها 24 مخصصة للنساء فضلا عن منصب رئاسة الجهة الى جانب المنافسة على الهيمنة على الجماعات المحلية العديدة.
ويتتبع عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة والامين العام لحزب المصباح، شخصيا عملية الاستعداد ووكلاء لوائح أغلبيته في هذه الجهة بالتحديد التي يراهن عليها كثيرا لتوجيه ضربة سياسية لغريمه شباط. غير أن بنكيران يمكن أن يخيب أمله ويصاب بالانهيار السياسي في حال تفوق شباط على وزراء بنكيران واستطاع بسط سيطرته كما حدث في الانتخابات الجزئية بمولاي عقوب التي شهدت شراسة بين الغريمين ليظفر بها الاستقلال بعد إعادة الانتخابات بها للمرة الخامسة.
ويعمل حزب الاستقلال على تغطية الدوائر الانتخابية جميعها بجهة فاس مكناس، في محاولة للإبقاء على مكاسبه الانتخابية، في الجهة جديدة التشكيل.
