زوجات مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية يقضون وقتا للتفكير في الزي الذي يجب ارتداؤه في مراسم قطع الرؤوس وتقييم إن كانت السترات الناسفة مثيرة.. يظهر هذا في برنامج هزلي بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وأثار غضبا وإشادة في آن واحد وهو يتناول مصير النساء اللائي يسافرن إلى سوريا للانضمام للمتشددين.
وفي لقطة من البرنامج الساخر “ريفولتنج” بثت يوم الثلاثاء تحت العنوان “ذا ريل هاوس وايفز أوف أيسيس” أو (ربات البيوت الحقيقيات بتنظيم الدولة الإسلامية) تقول “زوجة” مقاتل متشدد في سوريا “لم يبق إلا ثلاثة أيام على موعد قطع الرأس ولا فكرة لدي عما سأرتديه.”
وتقول أخرى “هذا زواجي السادس- ترملت خمس مرات” وتطلق تنهيدة عميقة قبل دوي انفجار يدفعها للقول “ست مرات”.
تلك الفقرة محاكاة ساخرة لبرنامج ناجح من برامج تلفزيون الواقع بدأ في 2006 تحت عنوان (ذا ريل هاوس وايفز أوف أورانج كاونتي) وحاليا له العديد من النسخ المشابهة حول العالم.
وفي المقطع تقارن النساء المحجبات اللاتي تتحدثن بلكنة انجليزية سليمة بين مظهرهن وهن مرتديات سترات ناسفة فيما يقمن بنشر صور على الإنترنت ثم يتجادلن بسبب حقيقة أن السترات الناسفة متماثلة من الأصل.
وسافر عشرات الآلاف من الأشخاص للقتال في سوريا والعراق وينتهي المطاف بالكثير منهم مع جماعات متشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.
واستخدمت الدولة الإسلامية الإنترنت لاستمالة مجندين من أنحاء العالم بمن فيهم شبان وشابات على قدر عال من التعليم في مدن بريطانية.
وقالت الشرطة البريطانية في يناير كانون الثاني الماضي إن 56 امرأة وفتاة من بريطانيا سافرن إلى سوريا وبرز عدد من الحالات بما في ذلك ثلاث طالبات في المدرسة غادرن لندن في فبراير شباط 2015. ووردت تقارير عن مقتل إحداهن في أغسطس آب الماضي.
واجتذبت الفقرة القصيرة ملايين المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي وأثارت جدلا عما إذا كانت سخرية من هذا النوع مناسبة بالنظر إلى الخطورة المميتة لتنظيم الدولة الإسلامية.
ونشرت آنا بوتشر رأيها قائلة إن ضحايا الدولة الإسلامية وأسرهم لن يضحكوا على مثل تلك الفقرة وأضافت “ذوق سيء .. ليس مضحكا بالمرة… آسفة .. لم الضحك على فكر امرأة تتباهى بسترات ناسفة؟ هذا مقزز.. آسفة.”
ودافع آخرون عن السخرية والتهكم كوسيلة لتناول مواضيع خطرة وحساسة.
وقال تيمي بونشو على فيسبوك “هذا رائع… يثير الناس ضجة بشأن الفكاهة غير السليمة سياسيا… هذا شجاع ومضحك وآن الأوان لنهزأ من هؤلاء الأغبياء! حتى المسلمون سيحبون ذلك.”
ودافع كاتبا المسلسل – وهما المخرجان هيدون براوس وجوليون روبنستين – عن طريقتها الساخرة في تناول القضية وقالا إنها تستهدف الواجهة الإلكترونية التي استخدمتها الدولة الإسلامية للتغرير بالآلاف للانضمام إليها.
وقال براوس في بيان “من المهم ألا تتهاون في السخرية… يجب أن تكون جريئا وإلا سيقلل ذلك من مصداقيتك. لا يمكنك أن تلاحق ديفيد كاميرون (رئيس الوزراء السابق) لخمس سنوات كما فعلنا ولا تلاحق الدولة الإسلامية.”
ولم ترد (بي.بي.سي) على الفور على طلب للتعليق.