دعا المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكتيري اليوم الخميس بالرباط، الى إعطاء موضوع الذاكرة التاريخية المكانة اللائقة به باعتباره مكونا أساسيا من الرأسمال اللامادي للمملكة.
وقال الكثيري في كلمة توجيهية في افتتاح أشغال الدورة الواحدة والأربعين للجمع السنوي للنواب الجهويين والإقليميين والمكلفين بالمكاتب المحلية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إن هذه الدورة تنكب خصوصا على تقوية تنشيط فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة وجيش التحرير التي أصبحت حاضنة للذاكرة التاريخية الوطنية منها وكذلك المشتركة والمتقاسمة مع البلدان الشقيقة.
وأبرز أن الذاكرة التاريخية من بين المهام الكبرى التي يتمحور حولها عمل المندوبية مشيرا إلى أن سنة 2016 تميزت بعدد من المكاسب والمنجزات الهامة في هذا الصدد، حيث بلغ عدد هذه الفضاءات المنشأة 69 فضاء إلى جانب عدد من المشاريع المماثلة في طريق الإعداد أو البناء، علاوة عن افتتاح مركز خاص بالوثائق التاريخية تزامنا مع الاحتفاء بالذكرى ال 73 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، بالإضافة إلى تظافر الجهود لاستجلاب الوثائق التاريخية من عدد من مراكز الأرشيف الأجنبي.
وشدد على ضرورة تعزيز سبل تلقين التربية على القيم الوطنية والمواطنة الإيجابية في صفوف الشباب والناشئة أو الأجيال الجديدة، مبرزا أن المندوبية تحرص على التواصل معهم باستمرار وذلك من خلال المؤسسات التربوية والتعليمية ودور الشباب وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى تظافر الجهود المبذولة في إطار التواصل التربوي والتثقيفي في مجال الذاكرة التاريخية وتعريف الأجيال بتاريخ الكفاح الوطني من أجل الاستقلال.
من جهة أخرى، اعتبر المندوب السامي أن التئام الجمع العام السنوي في دورته ال41، يعد محطة لتقييم العمل على مدى 2016 واستشراف آفاق المستقبل، وفضاء لتبادل الأفكار والتصورات والرؤى بين مختلف مكونات هذه الإدارة، وتقويم حصيلة المكاسب والمنجزات المحققة للمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير التي ينبني عليها برنامج العمل المرحلي للثلاثية 2016-2018، وذلك بهدف الرفع من مستوى الأداء وتجويد الخدمة العمومية المقدمة.
وأبرز في هذا السياق أن أهم المكاسب التي تحققت في مجال مواكبة حسن تدبير منظومة التغطية الصحية وتجويد وتنويع الخدمات الصحية بالنسبة لأسرة المقاومة وجيش التحرير، تمثلت في الزيادة في راتب معاش العقار والذي تحقق بنسبة 30 بالمائة، وكذا تحسين أوضاع عدد من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ولاسيما أرامل المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الذي استفاد عدد كبير منهم من التعويض الإجمالي، إلى جانب تدبير الامتيازات والمنافع المرتبطة برخص سيارات الأجرة عند الوفاة.
أما بالنسبة لإدماج أبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في النسيج الاقتصادي، فسلط الكثيري الضوء على مجموع الجهود المبذولة في مجال التشغيل الذاتي والعمل المقاولتي، موضحا أن عدد مشاريع المقاولات الصغرى والمتوسطة التي بادر أبناء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وغيرهم إلى خلقها، وصلت إلى 1780 مشروع، وبلغ عدد التعاونيات 108 وعدد الجمعيات 142.
ويرمي هذا الجمع السنوي إلى تقييم حصاد عمل المندوبية السامية طيلة السنة الماضية على صعيد المصالح المركزية والخارجية، كما يشكل فرصة لاستشراف آفاق جهودها المستقبلية من أجل تحسين تدبير هذه الإدارة وتجويد خدماتها المقدمة لفائدة أسرة المقاومة وجيش التحرير، وفتح الحوار في كل القضايا التي تتعلق بتدبير الشأن العام لهذه الفئة.
ويتضمن برنامج أشغال هذه الدورة التي تستمر على مدى يومين، دراسة المحاور الرئيسية لقضايا أسرة المقاومة وجيش التحرير والتي تهم في مجملها تحسين الأوضاع الاجتماعية والمادية والأحوال المعيشية والصحية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والتشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي وخلق مقاولات ذاتية صغرى ومتوسطة، بالإضافة إلى تقييم حصيلة المبادرات والمنجزات في مجال صيانة وتثمين الذاكرة التاريخية الوطنية وبرامج التنشيط التربوي والثقافي والتواصلي مع الذاكرة التاريخية وتخليد الذكريات والمناسبات الوطنية وإشاعة قيم الوطنية والمواطنة، إلى جانب تقييم تجربة تنشيط فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير.
كما سيجري، بالمناسبة، تنظيم لقاءات بين النيابات الجهوية والإقبيمية والمكاتب المحلية مع المديرية والأقسام والمصالح المركزية لتدارس وتسوية القضايا والملفات المطروحة علاوة عن تسليم جوائز تقديرية للنيابات والفضاءات الحائزة على التميز برسم سنة 2016، إلى جانب تنظيم دورة تكوينية تتمحور حول “طرق استخدام البيانات بمركز الوثائق”. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع السنوي، يشكل منتدى للحوار والتواصل وتبادل الآراء والخيارات بين الفعاليات الإدارية للمصالح المركزية والمصالح الخارجية وملتقى لعرض كافة الإشكالات والتحديات المطروحة بهدف إيجاد الحلول المناسبة لها.
