روسيا في مواجهة التمويه الأمريكي
الأثنين 14 سبتمبر, 2015 17:08 يونس مجاهديبدو أن الأزمة السورية ستعرف تطورات جديدة، بعد أن أعلنت موسكو، تعزيز تواجدها العسكري، عبر الخبراء وشحن عتاد لحماية ميناء طرطوس وبناء قواعد جديدة، من شأنها تقوية دفاعات النظام السوري، ضد الإرهابيين الإسلاميين، الذين يتقدمون بفضل الدعم الخليجي-التركي-الغربي.
اضطرت روسيا، إلى اتخاذ هذا الموقف، بعد أن ثبُت أن خرافة شن ضربات عسكرية ضد “داعش”، مجرد أسطورة كاذبة، حيث إن تلك الضربات لم تكن سوى ذرٍ للرماد في العيون، إذ تتجنب في الغالب مواقعهم، بينما الواقع، الذي أكده شهود عيان، أن ما يسمى بقوات التحالف، كانت تزود الإرهابيين، بالسلاح والذخيرة، عبر رميها بالطائرات، بالإضافة إلى الدعم الذي يصل إليهم من الدول التي توظفها أمريكا مثل قطر والسعودية وتركيا.
أمام هذا الواقع، اضطرت روسيا إلى اتخاذ موقف واضح في هذه الأزمة، داعية إلى تشكيل تحالف دولي حقيقي، من أجل التصدي ل”داعش”، في حرب فوق الأرض، وليس بضربات تمويهية عبر الجو.
غير أن التحالف الذي تقوده المخابرات الأمريكية، لم يقبل هذا المشروع، بل دفع بكل ثقله من أجل عرقلة تعزيز التواجد العسكري الروسي في سوريا، حيث تحركت ضده فرنسا وألمانيا، فضلا عن الضغوطات التي تمارس على بعض الدول من أجل إغلاق مجالها الجوي في وجه الطائرات الروسية.
لكن يبدو أن الكرملين مصمم على الذهاب إلى النهاية، في إفشال المخطط الأمريكي، الذي يسير في اتجاه تأبيد الحرب في سورية ، فقد صرح المسؤولون الروسيون بأنهم لا يريدون أن يتحول الوضع في سوريا إلى مثل ما حصل في ليبيا.
النتيجة المنطقية لهذا الوضع، هي أن الصراع في سوريا سيأخذ معناه الحقيقي، وليس كما تم الترويج له، كمعركة من أجل الديمقراطية. فالمخطط أمريكي، يهدف إلى القضاء على كل الدول العربية، واستبدالها بدويلات صغيرة جديدة، على غرار ما حصل في البلقان، لمّا انهارت يوغوسلافيا، التي بناها الزعيم الشيوعي جوزيف بروز تيتو،
هذا الزعيم، الذي قاد أكبر عملية مقاومة ضد النازية، بقوات تسمى les partisans، والتي حققت أعظم الانتصارات على جيوش الاحتلال، ووحد يوغوسلافيا، قبل أن تتفتت هذه الجمهورية الكبيرة إلى دويلات صغيرة، بسبب الصراعات الإثنية، بعد وفاته.