خريبگة الإفريقية التي في خاطري..

الأربعاء 13 سبتمبر, 2017 14:30 بلال مرميد
إحاطة -

لن يماري اثنان على أن الجزء الأكبر من الحقيقة السينمائية يوجد شمالا، لكن جنوبا هناك الطموح و هناك مخرجون أفارقة يبهرون عند أهل الشمال بأفلام تصور في إفريقيا التي يثق أغلب سينمائييها في جدية موعد خريبگة الإفريقي.الدورة العشرون من مهرجان كل الأفارقة ينظم هذه الأيام، وأهل الاختصاص ضيوف عندنا و علينا أن نكرم الوفادة.المغرب اختار توجهه نحو القارة التي ينتمي إليها، وكل الأسماء الإفريقية الكبيرة بدون استثناء تحضر حين يوجه لها المهرجان الدعوة.حضر سيساكو و سليمان سيسي و محمد صالح هارون،و يحضر هذا العام فريق الفيلم التونسي “نحبك هادي” و “Félicité”،والشريطان معا تنافسا على الدب الذهبي لبرلين في النسختين الأخيرتين و نالا أفضل الشهادات من لدن نقاد عالميين أنحني لهم خلال كل لقاء.في خريبكة يشرك رؤوف الصباحي ب”حياة” في المسابقة، و جيهان البحار ب”في بلاد العجائب” خارجها و في ذلك تشجيع للجيل الجديد الطموح و الباحث عن الإقناع بالسينما و ليس بالخطب الجوفاء التي يتقنها عديد من قدماء يربطهم بالإخراج قليل من خير و كثير من استنزاف.
هل للموعد القدرة على المواصلة بنفس الإيقاع و بنفس الفعالية بالميزانية المرصودة لتنظيمه حاليا؟هل يمكن أن تنظم مهرجانا رائدا على الصعيد القاري إلى جانب “الفيسپاكو” في بوركينا فاسو بغلاف مالي لا يتعدى الثلاثة ملايين و نصف المليون درهم؟أبدا و الأمر سبق و تحدثت عنه مراراً،و يهم موعد خريبگة و بعضا من مهرجانات أخرى قليلة العدد بلمسة أصيلة و ميزانية ضعيفة و جد مخيبة.الكلام عن قصر ذات اليد و العوز استهلكته و استهلكني،و شرحت في كثير من مناسبات تفصيلا مهما يتمثل في ضرورة التمييز بين الموعد الهادف و الموعد الشكلي الذي لا يفيد السينمائيين و لا يفيد السينما و لا يخدم توجهات البلد في شيء.لماذا يغيب المستشهرون عن مهرجان خريبگة؟و لماذا يقتصر دعم المدينة لمهرجاننا على مبلغ مائتي ألف درهم؟هل تمنح الجهة دعما لواحد من أكبر المواعيد الثقافية المنظمة هناك؟ثم نصل لسؤال يحرجنا جميعا متتبعين و قائمين على السينما في البلد،هل هناك إرادة فعلية لكي يبقى مهرجان خريبگة للسينما الإفريقية محتفظا بمكانته ووضعه؟ في برلين، وعد “آلان غوميس” و حضر و قبله في نفس المكان وعد “محمد بن عطية” وحضر. قبلهما في كان وعد محمد صالح هارون وأوفى بوعده، و جاء سيساكو و كل الكبار الآخرين. دعوة خريبكة للسينمائيين الأفارقة لاترد، والنقاشات السينمائية تنظم و تمتع و يجب أن يستر المهرجان لأنه ببساطة الحدث السينمائي الوحيد حاليا الذي يشارك في فعالياته كل الفاعلين السينمائيين الحقيقيين في القارة.
عدت من البندقية بمهرجانها العالمي الأقدم عالميا،و سأتوجه نحو خريبگة لمتابعة يوم واحد على الأقل من مهرجانها الرائد إفريقيا.لكي تكون رائدا يجب أن تكون قادراً على التنظيم بشكل محكم،و أن تتوفر لك إمكانية إيواء الضيوف وتيسير تنقلاتهم. هل خريبگة توفر الأمر؟ سأتحقق في عين المكان، و سأتابع ظروف عرض أفلام يحتفى بها في المهرجانات العالمية. بعد ذلك،سأخصص للموعد أركاناً يستحقها لسبب بسيط..
Mon style est africain, parce que mon style à une mémoire.
أنا مغربي إفريقي، و بلدي يوجه جهوده نحو قارته الإفريقية و السينما تسهم في هذا التقارب الذي يجب أن يتم تسهيل حصوله و النأي عن الحسابات الضيقة التي تعب منها الجميع.شخصيا سمعت النداء، فهل يسمعه بقية الفاعلين أم أننا سنقتل مهرجانا آخر يستحق أن يبقى على قيد الحياة؟