“الزين اللي فيك” كما أقرأه
الأحد 20 سبتمبر, 2015 10:08 بوعلام غبشيشاهدت اليوم الفيلم المغربي المثير للجدل “الزين اللي فيك” في قاعة سينما بباريس. وخرجت بالخلاصات التالية:
العمل يبدو لي أنه يفتقر لتلك القيمة الفنية التي تميز عادة الأعمال السينمائية ذات الجودة العالية، وهو ما يجرني إلى القول إن المخرج نبيل عيوش كان مدفوعا برغبة إظهار واقع معين ما أفقده التحكم فنيا في العمل.
وهذا لربما راجع لكون عيوش كان مسكونا بالموضوع كتيمة وكفكرة، ووجد نفسه ينصاع لتوجيهات هكذا موضوع على حساب الخصوصيات الفنية، ما جعل العمل يكاد يحاكي الفيلم الوثائقي .
أكيد أن الفيلم كان جريئا، أعتقد بشكل غير مسبوق في السينما المغربية، حتى أن مشاهد كانت صادمة أخلاقيا في المجتمع المغربي، اختار المخرج أن يقف عندها لا يبدو أنها أملتها ضرورة فنية وكان الغرض منها أساسا إحداث وقع الصدمة لدى المتلقي.
باستحضار حسن النية لدى المخرج، يمكن فهم هذه المشاهد الصادمة “أخلاقيا” كاختيار من عيوش لدق ناقوس الخطر أو لإثارة الضجة وفتح نقاش جدي حول الدعارة وأسبابها، وما يمارس على ممتهناتها من إذلال من الأجانب وبعض رجال السلطة في غياب أي حماية، ليعبر بذلك عن رفضه لهذا الواقع المرير.
صحيح أن المخرج قال كل شيء بالواضح ولم يترك للمشاهد هامش التقاط الإشارات، وكأنه مارس نوعا من القتل على ذكاء هكذا مشاهد.
يمكن تفهم الضجة التي أثيرت حول الفيلم من حيث الشكل، لكن العمل انتقد بقوة غياب الدولة في حماية شرائح من النساء، وفي تخاذلها في ضمان كرامة العيش لمواطنيها في مغرب يزخر بمرافق الترفيه والاستجمام المخصصة للبعض فقط كما يظهر الفيلم سواء بمراكش أو أكادير، مغرب يواصل تقدما صعبا عندما يترك على الرصيف أسرا بكاملها ينخرها الفقر والعوز.