ما لم يزنه بوعشرين!!

السبت 18 نوفمبر, 2017 22:45 أيوب مشموم
إحاطة -

يقول جبران خليل جبران في إحدى حكمه حول الحقيقة و الحق، الحق يحتاج إلى رجلين رجل ينطق به ورجل يفهمه، ربما هذا المثال ينطبق على الصحفي بوعشرين و قصته مع الأمين العام لحزب الاستقلال الجديد نزار بركة، هذا طبعا ان جنحنا و اجتهدنا في ايجاد مخرج مشرف لزلة الصحفي بين تزوير و تحوير و تنكر و بهتان، يشك الكثيرون أنه ليس من منطلق الجهل أو عدم الفهم بل عن سوء نية و تدليس مقصود.

توفيق بوعشرين في حالة حب، و أعتقد بأن حبه و ولعه و انتماءه العاطفي و الوجداني جعله مندفع لكل شيء يمس حبيبه بن كيران و يقترب من خله الأبدي، و ربما خطيئة أمين عام حزب الاستقلال هي تعرية حصيلة حكومة بن كيران و تقديم دلائل ملموسة و أرقام قاسية لحصيلة كارثية.

فلا وزن أبدا عند بوعشرين لضياع 100 ألف منصب شغل في حكومة بن كيران، و لا عزاء لنزار بركة في تقديم كل شروح الدنيا وأرقامها، فقد يتساوى 150 الف منصب شغل في عهد عباس الفاسي و 50 الف منصب في عهد بن كيران من زاوية الحب طبعا.

ريش لا وزن له كل ما قاله نزار بركة، لا وزن أن يحكي حول 70 تلميذ في القسم و محاولة انزاله لرقم 40، و لا وزن أن يطالب بإحالة مشروع قانون إطار أعده المجلس الأعلى للتعليم الذي تأخر سنة كاملة على البرلمان، و لا وزن ان تطالب بترسيم 50 ألف معلما عوض التعاقد، فهو لا يؤثر لا في التعليم و لا في المحب.

مهما قال نزار بركة حول الحوار الاجتماعي الذي لم ينجح و لم يتم مأسسته عكس الحكومة السابقة، فهو سيكون كلاما لا وزن له في ناظر المتيمين، التقاعد و ضرورة إصلاحه الشمولي و ليس المدني منه فقط رغم الإتفاق الذي قدمه لبنكيران في يناير إبان توليه منصب وزير المالية، أيضا ريش لا وزن له، كما لا وزن أن تفلس المقاولات الصغرى و تغلق أكثر من 35 ألف منها و تضيع آلاف الوظائف بسبب تأخر آجال الاداء الذي طالبتم بإصلاحه و قدمتم مشروع إصلاح حوله بين 2013 تاريخ تقديم التصور و 2018 تاريخ تسطيره.

لا طعم و لا أيديولوجية أن تطالب بالتعادلية كحل لعدم سحق الطبقة المتوسطة و القضاء على القدرة الشرائية للمواطنين، كفاءتكم و مهنيتكم ونجاحكم في مختلف مهامكم شبهة و تهمة “تكنوقراط” تطاردكم، عدم الدخول في شؤون الأحزاب الأخرى لف و دوران، و هروب من السؤال.

موقف المساندة النقدية للحكومة سيعتبر لا جوابا، عدم الدخول في الشأن الخاص للأحزاب خطيئة قاتلة خصوصا موقفكم من المحبوب بن كيران و ولايته الثالثة، لا رأي حول التنمية المستدامة مهما شرحته من منظور قانون المالية و لا موقف حول البطالة و النمو و لا جديد حول البطالة والعالم القروي و لم يذكر قضية الحدود المغلقة، مهما قدم من أرقام و نسب و حلول.

سيكون على الأمين العام ضرب الطاولة و توزيع التهم و الصراخ و جرعة زائدة من الشعبوية عوض الكفاءة و النزاهة، و الأهم هو الابتعاد عن بن كيران، هذا و إلا سيكون من وزن الريش في ميزان بوعشرين، أما ميزان حزب الاستقلال و من وراءه الشعب المغربي فلا يعني عند من يعمي الحب بصيرته شيء، مهما بلغ ثقلكم فيه.