بقصف سوريا .. الغرب يقول لقمة العرب “طز فيكم”
الأحد 15 أبريل, 2018 14:30 عبد اللطيف فدواشساعات قبيل انطلاق أشغال القمة العربية الـ29 بالظهران بالعربية السعودية، والمقرر أن يكون من بين جدول أعمالها، وانشغالاتها، التدخلات الأجنبية في البلدان العربية والتكامل الاقتصادي العربي، قصفت ثلاث دول غربية، أعضاء بمجلس الأمن الدولي بلد عربي، صباح يوم أمس السبت لتقول لقادة العالم العربي “طز” في قممكم التي تلتئم من أجل كل شيء وتخرج بلا شيء.
وإذا كان العرب يجتمعون، غدا الأحد، ضدا في إيران، بعد إدراج المحور المتعلق بضرورة تحجيم سياستها التوسعية في المنطقة والعمل على منعها من التدخل في الشؤون الداخلية العربية، وطبعا فتح المجال للشقيقة أمريكا، ليس فقط لتوسيع وحماية مصالحها، ومصالح إسرائيل في المنطقة، إنما، أيضا، ضرب وقصف كل بلد ممانع ومقاوم لسياستها.
أميركا والغرب برمته لا يؤمن بقائد عربي ولا رئيس حليف، بالأمس انقلب ضد حسني مبارك، أكبر حليف له، وخرب مصر، وضد زين العابدين بن علي، في محاولة لتدمير تونس، وقبلها العراق، وصدام حسين، الذي كان الواجهة لـ”تحجيم سياسة إيران التوسعية في المنطقة”، بل وخاض حربا بالنيابة عن الغرب ضد الفرس، ودمر قوى العراق وقوى إيران، وكان جزاءه الإعدام في يوم عيد الأضحى.
أمريكا والغرب صنعوا القاعدة في أفغانستان، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بتمويل عربي، لنشر الخرافة، وتشويه الإسلام والمسلمين، وتدمير العالم العربي، وخلق بؤر التوتر، ولا استقرار، للتحكم في المنطقة، ونهب خيراتها.
بعد العراق جاء الدور على تونس، ومصر وليبيا، تم اليمن، وسوريا، والقادة العرب، يلتئمون، بالظهران شرق المملكة العربية السعودية في إطار الدورة الـ29 للقمة العربية، من أجل “الأمن القومي العربي” و”توحيد الصف العربي في مواجهة التحديات التي تطرحها التدخلات الأجنبية في عدد من دول المنطقة، ومعالجة القضايا العربية خارج الإطار العربي”، وأساسا بـ”ضرورة تحجيم سياسة إيران التوسعية في المنطقة والعمل على منعها من التدخل في الشؤون الداخلية العربية”، فكان الرد قاسيا من بلاد العم سام، وفرنسا وبريطانيا بعدوان ثلاثي على بلد عرب، بقصفه بأكثر من مائة صاروخ لثمانية مناطق.
فعلا وقولا، “لا سلام ولا استقرار في المنطقة ما دامت إيران تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال إشعال الفتنة الطائفية وزرع ميليشيات إرهابية” في المنطقة”، على حد تعبير وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، لكن ما قوله عن قصف الغرب لبلد عربي، وما جدوى قمة قادة العرب يوما بعد هذا القصف.
ففي الوقت الذي تنشغل قطر، بمعية تركيا، في ترسيخ قواعد الإخوان المسلمين بالعالم العربي، وتنشغل دول الخليج بتقزيم دور إيران في المنطقة، والجزائر في خلق دويلة جنوب المغرب، وافتعال صراع وتبذير الأموال على الأسلحة، يستمر الغرب في نهب خيرات العرب، وصنع خريطة جديدة بالشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، و”قضية العرب الأولى” فلسطين أصبحت في مهب الريح.
كان حري على العرب، إن لم يكن لهم موقف صارم من القصف الغربي لسوريا، أن يؤجلوا قمتهم لكي لا يسجل التاريخ مهزلة جديدة من مهازلنا العربية.