المداويخ يجربون حظهم مع “المقاطعة”
الأربعاء 25 أبريل, 2018 14:27 عبد اللطيف فدواشيروج مجموعة من المواطنين لبيان يدعو المغاربة إلى مقاطعة منتوجات شركات بعينها. بيان في شكله اجتماعي، لكن في جوهره له حمولة سياسية، ذات توجه إيديولوجي، يعتمد “طحن” المختلف معك بكل الطرق. توجه لا يؤمن بالاختلاف، إنما يعتبر المختلف معه “عدوا” وجب إزاحته من الطريق، ولو بإعدامه.
فرع الإخوان المسلمين بالمغرب (العدالة والتنمية)، وعلى طريق المركز، يستغل كل الوسائل المتاحة لمحاربة “خصومه”، فبعد نجاحه في معركته ضد حزب الأصالة والمعاصرة، في خوض حرب ضد أمينه العام، إلياس العماري، والاتحاد الاشتراكي، وكاتبه الأول، إدريس لشكر، وحزب الاستقلال، وأمينه العام السابق، حميد شباط، عاد، وقبل حتى أن يسترجع أنفاسه من الحرب الداخلية، عاد، من جديد، ليطلق حملة ضد خصمه القديم الجديد، عزيز أخنوش، من خلال “مداويخ” عبد الإله بن كيران، وهم كتائب إلكترونية، تلقوا تداريبا بالمغرب وخارجه، واكتسبوا تجارب في التواصل عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
ليس عيبا أن يطلق فاعلون في المجتمع المدني حملة أو حتى حملات لمقاطعة شركة أو شركات، منتوج أو منتوجات عدة، لأن ذلك يدخل في إطار حماية المستهلك، ويدفع الشركات إلى احترامه، ومن صميم عمل المجتمع المدني، لكن أن تستهدف الحملة أشخاصا بعينهم، وشركات مغربية، وتترك شركات أجنبية “تتبورد” في الساحة، تظهر الخلفيات المحركة لهذه “المقاطعة”.
لذا يطرح السؤال هنا، لماذا شركة إفريقيا بالضبط، ما الفرق بين أسعار المحروقات في هذه الشركة وباقي الشركات، مثل طوطال وشال و..، كما أن تطبيق “محطتي”، الذي خرج إلى الوجود، أخيرا، يمكن المواطن من اختيار المحطة والشركة التي تعرض المحروقات بأقل سعر، فلماذا الحملة ضد هذه الشركة، وفي هذا التوقيت بالضبط؟
أما المستهدف الثاني من الحملة، هي مريم بنصالح، وهنا نتساءل عن السبب، ولماذا منتوج الماء معدني سيدي علي، فقط، التي يعتبر فرع الإخوان صاحبة الشركة المنتجة حليفة لعزيز أخنوش، هل لأن سيدي علي، فرضا، يباع بسعر أغلى من باقي المنتوجات الأخرى، فلماذا يقبل عليه المغاربة، دون غيره، بما فيها مياه شركات غربية مستوردة؟.
إن حملة المقاطعة هي أكبر من مقاطعة منتوج، إنما هي حملة سياسية تستهدف أشخاصا، وتوجها سياسيا، بدا للإخوان أنه المنافس المقبل، ويجب “طحنه” من الآن، قبل فوات الأوان، لكي لا تظهر حملة سياسية عند اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.
وخروج المداويخ في حملتهم هذه ليست بريئة، وهم يختارون اللحظة التي يطلقون حملاتهم، ويعون أن هناك من سيروج لها خاصة من يسار فقد البوصلة، تائه، لم يعد يبدع الأشكال النضالية، ومن بقايا يسار فاته القطار، يائس، محبط يركب أي “معركة” ويعبئ لها حتى لو لم يعي خلفياتها.
إن المقاطعة الحقيقية، هي مقاطعة حزب العدالة والتنمية، والحكومة التي تخلت عن صندوق المقاصة، ولم تفعل، في الوقت نفسه، قانون المنافسة، لم تراقب واقعية أسعار المحروقات، لم تنشر تقرير اللجنة البرلمانية حول أسعار المحروقات، وأنقذت صندوق التقاعد بعرق وعمر الموظفين بدل محاسبة المفسدين، الذين تسببوا في الإفلاس، والأمر نفسه بالنسبة للمكتب الوطني للكهرباء، الذي تدخلت حكومة عبد الإله بن كيران من أجل إنقاذه من المال العام، والزيادة في السعر.
إن حزب العدالة و التنمية، من خلال حكومة عبد الإله بن كيران، هو من ورط المغاربة في هذه الزيادات، وهو المسؤول سياسيا عن الحالة التي آلت إليها الأوضاع الاجتماعية لعموم المغاربة، وفي المقابل يخرج “مداويخه” لإعادة استنهاض قواهم التعبوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر تطبيقات التراسل الفوري، لضرب خصومهم في السياسة، على طريقة الإخوان المسلمين، من تحت الحزام.