خون الشعب ولك الأجر
الأربعاء 30 مايو, 2018 17:48 أسماء بن العربييمكن اختصار تعريف خيانة الوطن بالتعامل مع الأعداء وإفشاء أسرار الدولة الخطيرة لهم، لكن مؤخرا في وطننا أصبحت تهمة خيانة الوطن من أسهل التهم التي يمكن أن نلصقها بالناس بدون دلائل فيكفي أن تختلف مع شخصا أو تنتقده حتى يخونك.
مؤخرا و بعد أيام من بداية حملة مقاطعة الشركات الثلاث (سيدي علي و افريقيا و سنطرال دانون ) صرح السيد عادل بنكيران مسؤول شركة سنطرال دانون بأن من يقاطع منتجات الشركة فهو خائن للوطن كأن شرب حليب سنطرال كل صباح كفيل بأن يمنحك نصيبك اليومي من المواطنة، في الجهة المقابلة يعتبر بعض المقاطعين أن من لم يقاطع خائن للشعب والوطن.
لم يكن مسؤول سنطرال دانون أول من خون جزءا من الشعب ولم يكن الأخير أيضا فبالأمس فقط خرج علينا السيد سعيد الناصري يخون كل من انتقد عمله ‘ملحمة أبطال’ واعتبرهم أعداء للوطن ويخدمون أجندات البوليساريو وغيرها من التهم. الناصيري خون الشعب بدل أن يعتذر له عن استعماله صورا في فيديو كليب الملحمة دون إذن صاحبها مما أدى إلى حذف الملحمة من طرف إدارة يوتوب، فكيف بعمل يفترض أن يكون صورة للبلاد في الخارج، وحملة لدعم ملف ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم يسوق لذلك بصور مسروقة؟ كيف يطلب من المغاربة احترام عمل لم يحترم حقوق الملكية؟
الناصيري خون الشعب بدل أن يعتذر عن العمل الذي لم يرق لتطلعات المغاربة وقوبل بالسخرية من قبل العديد منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
التخوين لم يكن يوما سلاح الأقوياء بل العكس هو سلاح الجبناء، سلاح من يعجز عن التبرير أو الدفاع عن أفكاره بطريقة منطقية، سلاح من لا يريد الاعتراف بأخطائه ويسعى إلى إلصاقها بالأخرين، وهؤلاء ليسوا أكثر وطنية من باقي الشعب لكنهم فقط يسيئون لأنفسهم وللوطن. فهم يختزلون الوطنية في أمور تافهة، و يعرفونها كل حسب ما يريد وما يخدم مصلحته، في حين أن الوطن هو أن نضمن حق الاختلاف وحق الانتقاد، و أن نتعايش على اختلاف أيدولوجياتنا وانتماءاتنا و أفكارنا لا أن نكون صورة لنفس الشخص. فمهما اختلفنا فالوطن يوحدنا فلا تبخسوا الوطن ولا تفقدوا الوطنية قيمتها و رمزيتها.