علينا أن نخشى على هذا الوطن

الأربعاء 10 يونيو, 2015 21:15 عبدالاله سخير
إحاطة -

تسريب أسئلة امتحان الباكلوريا، ما ينبغي أن يمر مرور الكرام، بل هو ناقوس خطر يهدد مستقبل هذا الوطن برمته.

شهادة الباكلوريا التي مرت العديد من الأجيال تفتخر بها وبأجوائها التنافسية، أدخلها جشع البعض إلى سوق النخاسة لتصير وسيلة من وسائل المتاجرة بعد أن كانت طريقا لصناعة المستقبل.

قد نجد العذر لجميع أنواع الغش، إلا الغش في شهادة، صاحبها يمكن أن يكون يوما ما طبيبا أو مهندسا أو حتى رجل دولة.. ترى ماذا سيكون عليه حال هذا المسؤول وقد وصل لمنصبه عن طريق الغش؟ .. لا داعي للإجابة فالكل يعرف ما ستكون عليه الأمور عندما تؤول لمثل هؤلاء.

ما يغفله مشجعو الغش والغشاشون، أن حقيقة شهادة الباكلوريا المحصل عليها ليست مجرد ورقة تحمل خاتم وتوقيع وزير التربية والتعليم، وإنما الشهادة الحقيقة تكمن في التفاصيل التي يعيشها الحاصل على هذه الشهادة.

تلك التفاصيل الكامنة في سهر الليالي بين الدفاتر والكتب، في التحصيل العلمي وتعبئة الدماغ بالمعارف المختلفة، مثل الملفات التي تعبئ بها أجهزة الحواسيب.

للأسف غاب عن مشجعي الغش والتغشيش هذه المعاني، حتى فقدت الشواهد قيمتها، وصرنا نعيش حقيقة ما نطلق عليه هبوط ” النيفو” وذلك بسبب أن غالبية الحاصلين على الشواهد لم يكدوا عليها ولم يسهروا ليالي أو بدلوا مجهودا لفك طلاسيم دروس استعصت عليهم…

الشهادة ورقة ظاهرها توقيع وزير، لكن جوهرها، معارف وتفاصيل وجد واجتهاد، وعصارة تجربة هي التي ستصنع مسؤولي المستقبل.

على الذين شجعوا على شيوع ثقافة التسريب والغش في الامتحان أن يدركوا إلى أي حد هم يجرمون في حق هذا الوطن وفي حق الأجيال القادمة.

الذين صنعوا تكنولوجيا التواصل الحديثة، التي يستعملها البعض للتغشيش في الامتحانات والتسريب، ما كان لهم أن يتوصلوا إليها، لو أنهم ركنوا إلى حياة الترف واللعب وتركوا الجد والاجتهاد.

علينا أن نخشى على وطن، باتت فيه ثقافة الغش والتغشيش عملة للعبور والترقي..
أما مسؤولية الوزير الوصي والحكومة فتلك حكاية أخرى..