علاج “غالي” باسبانيا.. هل هو نهاية البوليساريو أم نهاية إبراهيم غالي …؟

الأثنين 26 أبريل, 2021 09:27 عبد الله بوصوف
إحاطة -

أصبح جليا أن جنرالات قصر المرادية قد فقدوا السيطرة على توجيه إحداثيات كل بيادق مرتزقة البوليساريو.. وأصبحوا “كالحامل سِفاحا”، يلهتون وراء مخبأ يستترون به من عار وفضيحة “الابن غير الشرعي” البوليساريو الذي كبر في مخيمات تندوف أو قضى أيامه متسكعا في شوارع اوروبا وأمريكا..

فبالأمس نُقل الرئيس الجزائري على وجه السرعة لإحدى مستشفيات ألمانيا للعلاج، اليوم يتوسط بنفسه لدُمْيته زعيم المرتزقة للاستشفاء بإسبانيا من تداعيات كوفيد 19، بعد رفض السلطات الألمانية استقباله (اللهم لا شماتة).. وذلك على حساب قوت الشعب الجزائري الذي يُواصل حِراكه لأكثر من سنتين لتحسين ظروف العيش و عدم الوقوف في طابور حصة الحليب لساعات طوال..

التكتيكات القديمة لجنرالات قصر المرادية أسقطت زعيم المرتزقة “ابراهيم غالي” (73 سنة) هدية للقضاء الإسباني، اولا لأن
“ابراهيم غالي” مطلوبا للعدالة الإسبانية على خلفيات جرائم الاغتصاب والقتل و الإبادة الجماعية والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري بمخيمات تندوف بين سنوات 1976 و1986 عندما كان وزيرا للدفاع.. ثانيا لانهم ادخلوه الى اسبانيا بهوية مزورة، وهو ما يعاقب عليه القانون الإسباني..

من جهة أخرى، أعلن العديد من ضحايا “ابراهيم غالي”، وهم بالمناسبة يحملون الجنسية الاسبانية، من أصول مغربية صحراوية… عن نيتهم اللجوء للقضاء الإسباني النزيه وللاعلام الإسباني المستقل.. لجعل قضيتهم على الصفحات الأولى في الجزائد و المواقع الإسبانية والأوروبية … هو نفس توجه جمعيات حقوقية نسائية ضد العنف والاختفاء القسري بكل من اسبانيا و جنيف و بروكسيل و فرنسا..ستطالب فقط بالعدالة وبفتح تحقيق قضائي مُوسع ليس في وجه الجلاد “إبراهيم غالي” وحده، بل في وجه كل المشاركين معه في جرائم ضد الإنسانية ظل يتستر عليها النظام الجزائري أمام المنتظم الدولي ويوقع شيكات على بياض مقابل تقارير بعض المنظمات الحقوقية المشبوهة..

وقد سبق لجمعية الصحراويين للدفاع عن حقوق الإنسان أن حددت في الدعوى التي رفعتها سنة 2007 امام القضاء الإسباني صك اتهام خطير و ثقيل و لائحة تضم 28 مسؤولا كبيرا على رأسهم ابراهيم غالي.. وهي الدعوى التي قبلها القاضي “بابلو روز” سنة 2013.. وأصبح بموجبها ابراهيم غالي مطلوبا للعدالة الإسبانية منذ ذلك التاريخ.. وسيعود القاضي “خوسي دي لاماتا” سنة 2016 لإصدار قرارا قضائيا يتضمن جمع معلومات شخصية عن هوية ابرهيم غالي ، بهدف إعادة فتح ملفات خرق حقوق الانسان و الاغتصابات المعروضة امام القضاء الاسباني…و قد تزامن قرار القاضي “خوسي دي لا ماتا” مع أخبار زيارة زعيم المرتزقة لبرشلونة في نوفمبر 2016، وهي الزيارة التي تم إلغاؤها خوفا من اعتقال ” إبراهيم غالي ” بعد مدة قصيرة على تعيينه خلفا لعبد العزيز المراكشي…

فوجود “ابراهيم غالي” بإسبانيا للعلاج و بهوية مزورة، سيتيح لكل ضحاياه و لمحاميهم و لجمعياتهم… المطالبة بضرورة محاكمة جلاد لازلت يداه ملطختان بدماء الأبرياء من النساء و الأطفال و الرجال.. وستظل تطارده صرخات “خديجتو محمود محمد الزوبير” التي حكت في يناير من سنة 2013 و بوجه مكشوف تفاصيل اغتصابها الوحشي من طرف زعيم المرتزقة سنة 2010 حينها كان سفيرا لمخيميات تيندوف لدى الجزائر، واغتصاب وتحرش وتعنيف “من طرف عبد القادر الوالي” وهو ابن رئيس وزراء حكومة المرتزقة الانفصاليين..

وهي أحداث تُعَجل بفتح تحقيق قضائي موسع مع كل جلادي مخيمات تندوف، ومع كل وكلاء جنرالات الجزائر المتعطشين للدم وقمع وسجن المغاربة الصحراويين المحتجزين بمخيمات صحراء الجزائر منذ أربعة عقود…

كما انها احداث تُساءل الضمير الإنساني والأقلام الحرة في العالم وداخل أروقة مكاتب مؤسسات حقوق الانسان والمنظمات الغير الحكومية، كما تكشف عن واقع حقوق الانسان والحريات داخل مخيمات الاحتجاز بتيندوف..

الانتصارات المتتالية للديبلوماسية المغربية في تدبير ملف الوحدة الترابية و الوطنية ، أربكت تخطيطات جنيرلات الكراهية بالجزائر و دفعتهم الى ارتكاب أخطاء كثيرة عمقت من تأزيم الوضع الداخلي الجزائري و كشفت عن عجز النظام الجزائري لمواكبة متغيرات العلاقات الدولية…
لكن كيف يُعقل ان يرسل الرئيس الجزائري بزعيم المرتزقة الى مستشفى باسبانيا مع علمه بامكانية القبض عليه…؟ و هل “الهوية المزورة” لإبراهيم غالي كانت لتمويه سلطات الحدود الاسبانية أم لتمويه إبراهيم غالي نفسه..؟ وهل استقباله في اسبانيا تحت عنوان ” الظروف الإنسانية” كاف لإفلاته من المحاكمة والعقاب..؟ ولماذا فضل النظام الجزائري مستشفيات اسبانيا بعد رفض المانيا و ليس فرنسا…؟ فهل كان ذلك إعلانا عن نهاية مرحلة “إبراهيم غالي” الطاعن في السن و ذلك بالتضحية به وتسليمه للقضاء الاسباني..؟ إذ يحوم الشك حول النيات الحقيقية للنظام الجزائري لإرسال زعيم المرتزقة بين المستشفيات الاسبانية والسجون الاسبانية…؟ بعيدا عن تبرير و تمويه “الظروف الإنسانية “…

ومن جهة أخرى، ستدخل معركة الدفاع عن ضحايا “براهيم غالي” مرحلة حاسمة سواء أمام القضاء الاسباني أو الأوروبي.. و ستتصدر أخبار محاكمة جلاد النظام الجزائري إبراهيم غالي.. أخبار وضعه الصحي… فهل هي نهاية البوليساريو ام نهاية “غالي” زعيم المرتزقة..؟