بوطاهر تكتب: “فعلا إنها مهنة من لا مهنة له”

الثلاثاء 13 يوليو, 2021 15:40 حفصة بوطاهر
إحاطة -

الفران سولوه منين جاك الصهد، قال لهم من فمّي…

العبرة من هذا المثل المغربي هي الانتباه من السقوط في مغبة إيذاء النفس بإقحامها فيما لا يعنيها، وهذا المثل يسري على الصحفي “علي المرابط”، الذي أفرغ وقته وخصص أثنى عشر تدوينه للبحث في سيرتي الذاتية، والتأكد من مهنتي، وهل أنا صحفية، أم عاملة نظافة، أم بائعة مساحات إعلانية؟

هل تذكرون حين قلت لكم في مقالة سابقة أني تعودت خلال هذه الفترة على الصدمات، وسقطت من عيني أسماء كنت أظنها أعمدة حقيقية، قبل أن أتعامل معها عن كثب وأكتشف أنها مجرد سيقان قش فارغة؟

علي لمرابط هو أحد هذه العيدان الفارغة، وهذا الوصف لم أختره له من قبيل السب أو الشتم، بل اخترته له لأنه الأنسب لوصف حالته، تحلوا معي بالصبر، كي أعطيكم الدليل على أنه أفرغ من عيدان القش.

هذا الرجل الذي يقدم نفسه بأنه صحافي، حين أتى لأمر بسيط كهويتي المهنية، سقط في كل الأخطاء التي يسقط فيها أي “طويلب” إعلام في أسبوعه الأول.

كيف لـ”صحافي”، يقول عن نفسه أنه يعالج ملفات كبرى، أن يسقط في امتحان التعرف على المسار المهني والدراسي لحفصة بوطاهر، الذي لم يكن في يوم من الأيام سرا؟ هزالة بحثه حولي، تجعلني وتجعل كل متابع له يشك في مصداقية كل حرف كتبه منذ أن انتحل صفة الصحافي أول مرة.

وقبل أن أضع عود القش على منصة التشريح، سأطرح سؤالا مشروعا عن ما المغزى من هذا الهجوم علي من “عمر الراضي” وأقاربه وأصدقائه كعلي لمرابط، لتجريدي من صفتي كصحافية مهنية؟

ما الذي سيستفيد هؤلاء من إنكار سنوات من الدراسة في المعهد العالي للصحافة والإعلام، ومن بعدها سنوات أخرى من العمل في مؤسسات صحفية مختلفة، منها ما كنت أترأس هيئة تحريره، وكنت حينها بالمناسبة أصغر رئيسة تحرير بالمغرب.

السبب بسيط، وواضح، هؤلاء تحرجهم صفتي كصحافية ضحية للاعتداء الجنسي، وتضعف دفاعهم عن المتهم “عمر الراضي”، لذلك يسعون في كل مناسبة لنفيها عني ولو بأسلوب تغطية الشمس بغربال.

منتحل الصفة الصحافي المدعي “علي لمرابط” لم يتمكن من معرفة معلومات بسيطة كهذه عني، وهو يفرد اثني عشر تدوينة، مرفقة بصور ومقاطع فيديو ووثائق.

لكن لا بأس، سأمارس معه نفس التمرين، وأبحث في هويته المهنية، لنعرف من الصحافي، ومن منتحل الصفة، فشدوا الأحزمة..

علي لمرابط حاصل على شهادة عجيبة في “الدراسات الإيبيرية واللاتينية الأمريكية التطبيقية في تسيير المقاولات”..

بعد حصوله على هذه الشهادة، دخل سلك الوظيفة العمومية بدمجه موظفا بوزارة الخارجية، قبل أن ينط من وظيفته ويقع على رأس مهنة الصحافة..

علي المرابط، هذا الصحافي بالصدفة، الذي جاء إليها بمحض حادثة “كسيدة” كيف يسمح لنفسه أن ينفي عني صفة الصحافية، أنا التي قضيت سنوات من التكوين الصحفي بالمعهد المتخصص في تكوين صحافيين مهنيين والأكاديميات الدولية للإعلام على يد أكبر الصحافيين والإعلاميين والدكاترة، مغاربة وأجانب، ناهيك عن التكوين الميداني كي أصبح صحافية؟ فيما هو مجرد عود قش فارغ حملته رياح غير طيبة إلى المهنة التي اخترتها أنا بشغف، ولم ألجئ إليها من أجل بضع دولارات، أو لأنها مجرد مهنة أمارسها عندما لا أجد عملا آخر، تماما كما يفعل علي المرابط وآخرون

ومع ذلك، لاحظوا أني لا أنفي عنه صفة الصحافي، – طرف الخبز صعيب – ولكن للمهنة قواعدها، التي شرحت لكم من قبل أن هذا المدعي لا يتقنها.

على العكس منه، لم يحتج مني الأمر اثني عشر تدوينة كي أبين سيرته المهنية، لأنه لا شيء يقال غير أنه حادثة على طريق مهنة الصحافة، ألقته رياح ما في باحتها.

أما الآن وقد فرغت من “علي لمرابط” أستسمحكم في أن أتوجه من خلاله لآخرين من وراءه، حتى يعرفوا من الصحافي، ومن المدعي، وأن يفكروا بدل المرة ألفا قبل أن يحاولوا تجريدي من الصفة المهنية التي أفتخر بها، وأحمل بطاقتها بكل فخر.

بعد تخرجي من المعهد العالي للصحافة والإعلام، كنت صحفية في جريدة التجديد، ثم بعدها صحفية في جريدة العمق المغربي، ثم رئيسة تحرير لمجلة إلكترونية نسائية “ياقوت”، وبين هذا وذاك، كنت أستمر في التدريب، والتطوير في عدة مؤسسات مهنية في السمعي البصري والصحافة المكتوبة، وكل المؤسسات التي راكمت فيها تجربتي تشهد على كفاءتي المهنية..

أما عملي الصحفي ومسؤوليتي عن العلاقات العامة في جريدة “Le Desk” فذاك شرف كبير لي ولا ينقص من مهنيتي كصحافية.

أجل، اشتغلت في بيع المساحات الإعلانية، وصاحب الجريدة ليس من السفاهة بأن يمنح مصدر تمويل مشروعه الإعلامي إلى شابة ويتعاقد معها بنسبة 20% من الأرباح، إن لم يكن مقتتعا بكفاءتها وإتقانها للمهمة الموكلة إليها.

عملي الصحفي والتواصلي وبيع المساحات الإعلانية لدى “Le Desk” هو الذي أمن الأجرة الشهرية لمغتصبي “عمر الراضي”، وهو عمل لا يتنافى مع كوني صحافية، ولا يلغي تاريخي الدراسي والمهني، بل يزيد بصمة على سيرتي المهنية، بكوني إنسانة ناجحة، تغير على المؤسسة التي تنتمي اليها، ومساهمة في صمودها.

وبما أننا بصدد الحديث عن بيع المساحات في المؤسسات الإعلامية، التي هو في حد ذاته فن له قواعده، دعوني أذكر الصحفي المدعي بجريدته Demain magazine، التي انتهت قبل أن تبدأ، وكيف كان يستجدي المال من رجل الأعمال “عبد الناصر بوعزة” وكيف حاول علي لمرابط أن يقنعه بتمويل مشروعه الإعلامي الفاشل، هذا الذي يعيرني اليوم بعمل أتقنته لدى “Le Desk” ، أو أن الأمر حلال عليكم حرام علينا؟

هؤلاء الذين يرفعون عقائرهم بحماية حرية التعبير، يحاولون اليوم إسكات صوتي وقلمي، تماما كما فعل صديقهم “عمر الراضي”، حين اغتصبني وأضر بكرامتي كامرأة..

الاغتصاب مستمر اليوم من مؤيديه، بالتشويه والتشهير والإهانة في حقي، هؤلاء الذين يدعون المهنية والدقة في نقل المعلومة، ينقلون عني اليوم كل الأكاذيب الممكنة، ويحاربونني بأقذر الطرق، ولا يتحرجون من ضرب أخلاقيات المهنة التي اقتحموها عنوة، فالصحافي الحقيقي، أبدا لا يصدر أحكاما في حق زملاءه، ولا يشكك في صفاتهم، وهذا تماما ما يفعله علي المرابط الذي لا أخلاق مهنية له.

هؤلاء متطفلون على مهنة الصحافة، يحاولون الإضرار بمصداقيتي، ومهنيتي، وعملي، وحالتي النفسية، وشغفي، إضافة إلى كرامتي كصحافية مهنية وامرأة حرة.

أنا حفصة بوطاهر، الصحافية الوحيدة عن جدارة واستحقاق، حين أقاس بأمثالكم.

“من كان بيته من زجاج، لا يقذف الناس بالحجر”.