رمضان والتلفزيون : 1 – العار

الثلاثاء 23 يونيو, 2015 23:36 جمال الخنوسي
إحاطة -

انتهى كل شيء منذ اليوم الأول من رمضان.. بان العربون كما يقول المغاربة. التلفزيون ذاته والاستسهال نفسه، أعمال أنتجت في عجالة، وبثت في عجالة وقذفت في وجهنا كأن النية الأولى والأخيرة التخلص منها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.. لاشيء تغير وصلنا الحضيض والحمد لله.

لم يتعبوا من البلادة والاستسهال، من تقديم منتوج قبيح تغيب عنه أبسط مقومات العمل الفني. أما نحن فقد تعبنا من هذا الطقس السنوي.. نحمل قاموسا يجمع أقذر التعابير لنفرغها على رؤوسهم.. وكالمازوشيين يتلذذونها، ويطلبون المزيد والمزيد دون كلل.

سامحونا إن كان عقلنا لا يستوعب مسخا تلفزيونيا اسمه حياة جديدة أو “ف الصالون”..

سامحونا إن كنا لا نقبل شيئا اسمه “نايضة ف الدوار”.. ولا نقبل أن يمنح سليم الشيخ، مدير القناة الثانية، منتوجا غارقا في القبح فرصة ثانية وثالثة حتى نرى نتيجة فضيعة بهذا الشكل وجريمة تلفزيونية يقترفها فنانون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.

بالمنطق نفسه لا يمكن أن ترى أعيننا كل هذا دون أن نقول القضية “فيها إن”..

لا يمكن أن نرى كل هذا دون ان تكبر لدينا بارانويا عجيبة.. وكأن لسليم الشيخ نية في إغراق هذا التلفزيون في الوحل.. كأنه “غورو” في طائفة ترضع من البزولة ذاتها..

كأنها عصابة مسلطة لقهرنا وتعذيبنا على ذنب اقترفناه وضربت عليه « أوميرتا » للأبد.

إن لم يتغيروا، وعلى ما يبدو ليست لهم نية في ذلك، دعونا نتغير نحن. وخلافا للسنوات الأخرى نقول لهم بصريح العبارة، ونصرخ في وجههم على مدى مقالات.. ما الذي يجعلهم بؤساء وفقراء وشلة من الفشلة ككل سنة.. ما الذي يجعلهم أوفياء للخزعبلات ولقهر المشاهدين بسيل دافق من العته والبلادة كل سنة.

لنقلها من البداية لا أحد منا أو منكم يتحمل المسؤولية.. المسؤولية عامة وشاملة لا تقف على عاتق شخص، مدير كان أو غفير، ولا ممثل على قد الحال، ولا كاتب سيناريو فاشل أو منتج جشع أو مدير فاسد أو وزير يعيش تضخما في الأنا.. هي منظومة متعفنة من أولها إلى آخرها لا يمكن أن تنتج إلا العفن والقذارة… وللكلام بقية.