كلنا أبناء خديجة مربية الدجاج
الأربعاء 27 يناير, 2016 14:17 المصطفى المريزقتحية رفاقية لك أمي خديجة مربية الدجاج.. تحية حب واحترام وتقدير لكل الرفيقات مربيات الدجاج والأرانب والمعز.. في كل بوادي الوطن..
وبعد، قبل الحديث عن ما كتبه الصحافي بوعشرين عن خديجة مربية الدجاج، لا بد من الإشارة إلى كون متغيرات التعليم، والتحضر، والتصنيع، وغيرها لها دور أساسي في تكوين شخصية الإنسان. لكن من الناحية البيولوجية فإن السن الذي ينضج فيه الفرد جنسيا يجب أن يصاحبه النضج العقلي.
إن نعت إلياس العمري بابن مربية الدجاج، مباشرة بعد إسدال الستار عن الدورة الأولى للمجلس الوطني، الذي انتخبه أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، لا يمكن اعتباره سوى انفصاما بين النضج الجنسي والعقلي أو فشلا في علاج الاضطرابات النفسي.
لقد قال يوما ما جوزيف بوليتزر (مؤسس علم الصحافة الحديثة، وعميد “النيويورك ورلد”): “إن كل ذكاء في حاجة إلى من يتعهده، وأن الأخلاق الصحفية ملزمة للصحافي، ولا يمكنها أن تكبر وتنمو من دون علم و تجربة”.
وفي كتابها “المرأة بين التعليم والتشغيل”، اختارت فاطمة الزهراء أزرويل نموذج العلامة المختار السوسي، الذي تحدث عن والدته، التي نشأت في بيت علم ونالت حظا من العلوم الدينية، وتحملت مسؤولية تعليم أبنائها قائلا عنها: “هذه والدتي، كانت أول معلمة للنساء في إلغ، ومهذبة البنات، في دار والدي، فيها انتشر من ذلك فيهن، أفيجمل بنا أن نتخطاها لأنها امرأة، ومتى عهد منا احتقار المرأة إلى هذا الحد؟”. هكذا عاشت المرأة القروية عبر التاريخ، حالة مشينة، اقتصاديا، واجتماعيا، وحقوقيا، وكان تبرير الموقف السلبي منها تبريرا دينيا، وظلت المساواة مطمحا نحو تحسين وضعها الاجتماعي، ونيل اعتبارها ومكانتها الحقيقية في المجتمع.
وإذا كنا لا نريد الخروج عن السياق الذي اخترناه للكلام عن بوعشرين، فهو مطالب بالاعتذار ليس لإلياس العمري، بل لأمه أولا، ولكل القرويات، والريفيات، والجبليات، والأطلسيات، والجنوبيات مربيات الدجاج، ومربيات الأرانب، ومربيات المعز، وأن ما كتبه هو سبة ناتجة عن غضبه الشديد من نجاح مؤتمر البام الذي كان بوعشرين، وجوقته من بين عشرات الأقلام الحاقدة، التي تنتظر فشله في الظلام، قبل طلوع الشمس.
إن سب وشتم المناضلين بمهن الوالدين شيء ينم عن المراهقة الصحفية، وعن حقد دفين لحزب الأصالة والمعاصرة الذي نعت الصحافي المذكور مؤتمره بمؤتمر “الوزيعة”، وهو يؤكد بقوله هذا أنه “صحفجي” كذاب و”مخلوع” من الضوء اللامع القادم الذي تنير طريقه القيادة الجديدة الذي انتخبها الحزب ديمقراطيا. إنه طريق الديمقراطية والحداثة الذي رضعناه من ثدي أمهاتنا القرويات الريفيات، والجبليات، والأطلسيات، والجنوبيات مربيات الأطفال، والدجاج والأرانب والمعز. “إبن مربية الدجاج”، سبة صبيانية للمرأة البدوية والقروية، لشغل الرأي العام الوطني عن القضية المرتبطة بمشروع حزب الأصالة والديمقراطية، وتجلياته في المغرب، والتشويش على نجاحه وخلاصاته وتموقعه الشعبي، والجماهيري. وهو ما أخرج بوعشرين من قمقم الظلام باحثا عن أوراقه المحروقة في وسط مزبلة التاري.
إن مربيات الدجاج والأرانب والمعز، اللواتي ثابرن، سهرن على تربية وتكوين آلاف الأطر التي يوجد بعضا منها اليوم في مراكز القرار، وفي المربع الضيق للحكم.. وكان مغربهم العميق نائي من دون ماء، ولا كهرباء، إلى غاية نهاية القرن العشرين.
إن نعت أحدا منا بمهنة أمه قد يكون أمرا عاديا إن كنا نقصد به الحديث عن فئة اجتماعية ما، قصد تسليط الأضواء عليها كظاهرة اجتماعية أو تفكيكها، وإيجاد الحلول الناجعة لها، لكن ما كتبه الصحافي توفيق بوعشرين سبة لن يزيد إلا تعاطفا وتقديرا واحتراما للأمين العام الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة.
ومهما يكن، سنبقى نرحب بالرياح ونبتسم للحرية ونهدي للمناضلات والأمهات مربيات الأطفال والدجاج والأرانب والمعز وردة حمراء.. سنظل نغني للحياة وللجمال وللحب، ونعزف لحن الأمل لكل الأمهات مربيات الأطفال والدجاج، والأرانب والمعز، ونرسم اللوحات ونلونها بأصالة فنية تضيء وجه كل مربيات الدجاج والأرانب والمعز.. ندافع على الكلمة الحرة ضد الجهل والظلام، لنرفع راية الفكر وحرية التعبير ضد “الصحفجية” وجوقتهم.