الأطفال كتأمين ضد العجز

الأثنين 27 أبريل, 2015 15:54 سناء العاجي تحديث : 21 مايو, 2015 12:31
إحاطة -

شاركت في برنامج تلفزي عن “العزوبية الاختيارية، وصرحت خلال هذه المشاركة بأني لست ضد الزواج، لكني أرفضه كمؤسسة اجتماعية مفروضة، وأن الزواج ليس الشكل الأوحد للسعادة والتألق.

بعد هذه المشاركة، توصلت بعشرات الرسائل التي أصنفها في ثلاثة أجزاء:

جزء أول يؤمن بنفس الشيء ووجد في تصريحي دعما لمواقفه وتشجيعا له في لحظات الشك أو الضعف أمام ضغط المجتمع.
جزء ثاني يعتمد الشتيمة والقدح للتعبير عن اختلافه في الرأي. وهؤلاء لا يستحقون منا أي تعليق. ألا يقول المثل العربي الشهير: كل إناء بما فيه ينضح؟ أسلوبنا في التواصل يعبر عنا… فلهم ما اختاروا من أساليب.
الجزء الثالث استوقفني. عدد لا بأس به من الأشخاص نصحوني بأن أغير رأيي على أساس أني، حين سأكبر في السن، سأحتاج لأطفال يرعونني في عجزي. أولا، أشكرهم على النصيحة التي تعبر عن نية حسنة. لكن، لنتأمل هذه النصيحة: الكثيرون بيننا لا يتصورون الحياة الزوجية كعلاقة شراكة بين شخصين يرغبان في اقتسام الحياة؛ ولا يتصورون إنجاب الأطفال كرغبة في حد ذاتها لأننا نحب الأطفال أو لأننا نريد أن ننجب ممن نحب… بل كاستثمار للمستقبل. كتأمين ضد العجز. كأنك تكتتب في حساب توفير أو تقاعد.
أَنْجِب، لكي لا يفاجئك العجز وحيدا. أتساءل ببعض المكر إن كان كل هؤلاء يهتمون فعليا بآبائهم. وأتساءل بشكل واقعي عن تحولات مجتمعاتنا التي تسائل جديا هذا التصور. المجتمع يتحول ويحطم تدريجيا فكرة الأبناء كتأمين ضد العجز المحتمل في المستقبل. ثم، وخصوصا، هذه قمة الأنانية برأيي: أن ينجب المرء طفلا، ليس حبا في الأطفال، لكن فقط لكي يرعاه ذلك الطفل في المستقبل.
الكثيرون يضحون بالحاضر من أجل مستقبل لا يعرف أحدنا ما الذي يحمله له. أنا أراهن على الحاضر. فوحده بين يدي… أراهن على حاضر أعيش فيه قناعاتي الحقيقية، ولا أرميها خلف ظهري من أجل مستقبل مجهول.

ينشر يالإتفاق مع مونت كارلو الدولية  

تابعوا مدونات مونت كارلو الدولية على الرابط التالي:

 http://mc-d.co/1ogDxHc