الخلفي ومن معه
الأثنين 27 أبريل, 2015 15:56 جمال الخنوسي تحديث : 21 مايو, 2015 12:31فن نيوز : فجأة وجد وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، نفسه وسط دوامة لا تنتهي … تسونامي جارف من التنكيت والقفشات بسبب مشاركته في برنامج حواري على محطة Europe 1 الفرنسية، ظهر فيه بشكل غير موفق.
في البداية، لا بد من التذكير أن جعل الخلفي موضوعا للتنكيت على شبكات التواصل الاجتماعي، أمر طبيعي جدا ومعمول به حتى في المجتمعات الأكثر ديمقراطية ما دام لا يتعدى حدود الاحترام، فهو رجل سياسة قابل للنقد والسخرية دون تجريح.
لكن، لنكن في هذا الحيز أكثر جدية، ولنقدم للوزير الطيب توضيحين أساسيين:
المسألة الأولى مرتبطة بالحوار الإذاعي في حد ذاته، إذ أن اتقان لغة موليير بالنسبة لوزير ليست أمرا حيويا، ولا يقلل من شأنه أو قيمته أن لا يتكلمها بطلاقة، رغم أنه أمر مستحب في وزير للاتصال، إلا أن العقل والمنطق يفرضان أن يجري الخلفي الحوار بلغة “يرتاح” في التعبير بها، مادام الرجل يتقن العربية ويتكلم الانجليزية بسلاسة، وبالتالي تقوم المحطة الأجنبية بترجمة كلامه كما هو الأمر في كل إذاعات الدنيا.
إلا أن قضية انتقاء اللغة أمر ثانوي، سنعود إليه لاحقا، ليس بدرجة الخطورة ذاتها التي يكتسيها عدم إعداد الملفات، والتدريب على الأجوبة، وجمع المعطيات، والإلمام بالقضايا… وبالتالي تقديم ردود فارغة تفنن فيها الوزير واستعرض مهاراته في لغة الخشب، بل ذهب حد صناعة الأرابيسك وزخاريف اللامعنى في قضايا سياسية وديبلوماسية ذات حساسية كبيرة.
هنا تكمن المأساة الحقيقية.. القضية ليست قضية شكل فحسب بل هي قضية مضمون بالأساس.
المسألة الثانية، المرتبطة مع الأولى بشكل بنيوي، بل ويمكن اعتبارها تفسيرا منطقيا للحالة المأساوية، تتعلق بمن يحيط بالوزير الشاب.
هنا لا بد أن نقول إن مأساة الخلفي ليست لصيقة بشخصه، بل هي مأساة أغلب الوزراء الذين تكشف عوراتهم بشكل متفاوت، وفي مناسبات مختلفة بسبب إهمالهم لدور المسؤول عن التواصل، والانتقاء الجيد للمستشارين.