عيطو على الدولة ..
الأحد 6 مارس, 2016 12:11 جمال الخنوسيقبل حوالي أسبوع، عاش وزير الزراعة الفرنسي ستيفان لو فول، أوقاتا عصيبة في أروقة المعرض الدولي للزراعة في جنوب باريس.
حيث واجهه الفلاحون ومربو الماشية بالصفير والهتاف عن فشله وفشل سياسته في القطاع، حتى أن بعض المزاعين الذين يعيشون وضعية صعبة ثاروا في وجه الوزير وأخذتهم الحماسة ونعتوه ب : « بوتي زيزي »… أي على رأي رئيس حكومتنا « ديالك صغير » … ولم ينتفض الوزير الفرنسي حينها ليجيبهم من نفس القاموس أو يقول للمحتجين « ديالي كبير عليكم » .. وغيرها من ترهات القاموس السياسي المغربي البئيس.
ولم يكن لو فول الوحيد الذي نال قسطا من سخط المواطنين الغاضبين، بل خصص المزارعون الاستقبال نفسه لرئيس الوزراء مانويال فالس وحتى رئيس البلاد فرانسوا هولاند الذي استقبله حشد من مربي المواشي الغاضبين بالإساءات المتوالية « إنه لا يكترث بنا» .. «فاشل».. «أحمق» .. « نذل». وكان الرد واضحا من جميع السياسيين : نفهم وضعكم وسنستمر في الحوار. حيث أكد هولاند «أنا أسمع نداءات الاستغاثة».. «أنا هنا اليوم تماماً لأثبت وجود تضامن وطني».. «سنفعل ما بوسعنا لمساعدة قطاع الزراعة ». يعني الأمل في الحوار وإيجاد الحلول.
أما في في بلادنا، عندما طلع الأساتذة المتدربون الذين فقدوا كل شيء بسبب « المرسومين المشؤومين » بوجدة، على رئيس الحكومة ليواجهوه بغضبهم وسخطهم العارم، وشاهد رئيس الحكومة بأم عينه الوجه الغاضب للمواطنين، ركب الإخوان في البيجيدي رأسهم وقذفوهم بكل نعوت التخوين والتشويوش ووصفوهم ب « الشرذمة والصعاليك والبلطجية » وأرجعوا سخط شريحة من المواطنين المقهورين إلى دسائس حيوانات الغابة كلها.
في حين أن التمرين الديموقراطي يستدعي الوجهين : الحشود التي تهتف باسم رئيس الحكومة ويخرج عليها أمام بيته بالكندورة والصندالة، والحشود الأخرى التي تحمل الصندالة في وجه رئيس الحكومة لتقول له ارحل.
وهنا يكمن الفرق بين السياسي الذي يستمع لصوت نفسه وعشيرته ويسنجد بالدولة كلما ساءت الأمور.. والسياسي الكبير الذي يفهم إشارات المواطنين.. كل المواطنين.