الثامن من مارس لا يعنيني

الخميس 10 مارس, 2016 10:48 أسماء بن العربي
إحاطة -

في الثامن من مارس لم انشر على صفحتي تهنئة بمناسبة عيد المرأة ولم اهاتف نساء عائلتي وصديقاتي لأتمنى لهن عيدا سعيدا.

لم اخرج في وقفة لأصرخ وأنادي بالمساواة… ولم اخرج في مسيرة اقرع طنجرة، والتي ارتباطها بالمرأة لم يقلل من شأنها يوما مرددة (انا ماشي ثريا) في حين ان عدة نساء أكبر امانيهن ان يصبحن ثريات، ان تتوفر لهن حياة كريمة دون ان يبعن اجسادهن او يقفن بالساعات في (الموقف) في انتظار زبون يرغب في مساعدة منزلية مقابل اجر زهيد. لن ارفع شعارات واعود للبيت فرحة مسرورة واعتبر ان ما قمت به نضال وانتظر عيد المرأة القادم لأنزل للشارع.

والمناصفة لا تعنيني فكل ما يهمني هو ان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب، سواء كانت امرأة او رجل، حتى الكوطا اعتبرها اجحافا وتقليلا من المرأة.
أؤمن ان النساء القويات اثبتن ذواتهن بالجد والعلم والعمل وتربية الاجيال واستطعن بهذا انتراع حقوقهن وحقوق بنات جنسهن اين ما كانوا وكيف ما كانوا وكل حسب تخصصها. اما الباقي ممن يجلدن انفسهن ويجلدن بنات جلدتهن والضعيفات فحتى لو قدمت لهن حقوقهن على طبق من ذهب سيرفضنها.
لازالت بيننا ام تفضل اولادها الذكور على الاناث، أم تجعل  من ابنتها جارية لأخيها وامرأة تحث ابنتها على الصبر وتحمل العنف الجسدي والمعنوي لتبقى حاملة للقب متزوجة بدل مطلقة، واخرى كلما رأت شابة تسترسل في الدعوات (الله يجيب ليك اللي يسترك…) كأنها بعدم زواجها تقترف ذنبا وجب التستر عليه. وامرأة تثور على ابنتها اذا رفضت الزواج من خاطب بدعوى ان (الرجل ماكيعيبو والو) في حين تسجل كل كلمة يقولها ابنها واصفا عروس أحلامه التي يريدها تطبخ كأمه، تلبس كأخته، بجسم كنجمات التلفاز… لتبدأ رحلة البحث عنها رغم ان ابنها الشيء الوحيد الذي يمكن ان يوفره لتلك الزوجة هو الاصابة بداء السكري والضغط في سن مبكرة…

لا اقلل من ما حققته الجمعيات النسائية وما قدمنه ويقدمنه للمرأة، لكن أجد ان توعية النساء والعمل على تثقيفهن افضل من الشعارات التي لا تغير شيئا بل تكرس صورة  المرأة ضحية …

وبين جمعيات الشعارات والنساء اللواتي يجعلن من الرجل ملاكا، لا يخطئ وإذا أخطأ وجب ايجاد الاعذار له فلا نستغرب من وجود رجل يحتقر زوجته، اخته، ابنته…رجل لا يفرق بين الرجولة والذكورة، رجل لا يتحكم في حياة المرأة وفقط بل يحدد حتى مصير اخرتها، فكل مرة يذكرها ان من اطاعت زوجها دخلت الجنة ومن منعت نفسها عنه تمسي الملائكة تلعنها…
عزيزتي افخري بكونك انثى، واعملي على نيل حقوقك بدون الحاجة الى جمعية او رجل او حتى امرأة لها اهداف ستجعل منك قنطرة للوصول اليها.