غرام وانتقام
الأربعاء 23 مارس, 2016 20:12 جمال الخنوسيمدير المركز السينمائي في موقف لا يحسد عليه، بل هو وضع يدعو إلى الشفقة وضع نفسه فيه منذ أن جلس على رأس السي سي إم، حيث بقي على مدى شهور طويلة في رد الفعل بدل الفعل وفي التعامل مع تركة بصمها المدير السابق، وسكن شبح نور الدين الصايل في كل مكاتب وممرات المؤسسة دون أن يتمكن صارم الحق الفاسي الفهري أن يخرج العفريت أو يطرده من مكتبه الجديد القديم.
آخر المحاولات كانت خروج المركز السينمائي ببلاغ – توضيح يرد فيه عن « العفاريت » بخصوص الانتاجات الأجنبية في المغرب، حيث قال إنه لا صحة للقراءات المغلوطة التي زعمت أن المنتجين الأجانب حولوا وجهتهم عن المغرب بسبب سياسة “الرقابة” المعتمدة من طرف الحكومة والمركز، على حد زعمهم.
وأوضح المركز الذي كان قد قدم الحصيلة السنوية للسينما بالمغرب، على هامش المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، أن عدد الإنتاجات الأجنبية التي صورت بالمغرب خلال السنة المنصرمة، بمجمل أصناف الأفلام، سجلت ارتفاعا مقارنة مع جميع السنوات السابقة.
وهكذا انتقل العدد الإجمالي للمشاريع المصورة في المغرب من 62 عام 2010، الى 52 عام 2011 و 63 عام 2012 و61 عام 2013 ثم 75 عام 2014 وصولا الى 78 مشروعا برسم 2015.
وقالت المؤسسة إن الأرقام المتعلقة باستثمارات الانتاجات الأجنبية بالمغرب كانت تحتسب في السنوات الماضية على أساس المبالغ المصرح بها من قبل المنتجين الأجانب أثناء طلب تراخيص التصوير. والى غاية دجنبر 2014، لم يتم أي تدقيق، قبلي أو بعدي، لهذه الأرقام. وقد تبين أن شركات الانتاج تعمد، أحيانا بل غالبا، الى التصريح بمبالغ مبالغ فيها من أجل إثارة اهتمام السلطات العمومية وبالتالي تسهيل حصولهم على التراخيص الخاصة والخدمات المطلوبة.
وعلى هذا الأساس، أكد المركز أنه بات يطلب انطلاقا من يناير 2015 وثيقة بنكية من المنتجين حول الوضع الاستثماري الحقيقي لكل فيلم. وقد أبان هذا الإجراء أن الأرقام المصرح بها سابقا كانت تعادل ضعفي أو ثلاثة أضعاف المبالغ الاستثمارية الحقيقية.
وحتى وإن افترضنا حسن النية، وبأن كل ماجاء على لسان السي السي إم صواب في صواب فإن توضيح الادارة المغربية معيب من حيث الشكل إذ لم يجد مدير المركز السينمائي المغربي، صارم الفاسي الفهري سوى وكالة المغرب العربي للأنباء ليستعملها بوقا من أجل تمرير خطاباته وخوض معاركه الصغيرة، وبالتالي تصفية الحسابات أي رد الفعل بدل الفعل.. الانتقام بدل العمل… وهنا يكمن الفرق بين مدير حقيقي لمؤسسة ثقافية يحركه هاجس البناء ومشرف على أي « عزبة » أو ملحقة إدارية تختم الوثائق وتوزع تصاريح التصوير وكفى.
كل هذه مؤشرات تؤكد على أن صارم الفاسي الفهري لم يدخل مكتبه بعد بل مازال يهرول في دهاليز وممرات المركز السينمائي يطارد الساحرات لأنه بكل بساطة لم يخرج بعد من « جلباب أبيه ».