نعم نحن نمارس التقية

الأربعاء 23 مارس, 2016 20:21 أسماء بن العربي
إحاطة -

كل يوم نستيقظ على أخبار الدم، انفجار يهز دولة، سيارة مفخخة تودي بحياة العشرات، تفكيك خلية إرهابية تخطط لتفجير مكان ما. يتملكنا الخوف ونسارع للتنديد، وننسى الى أن يتكرر الأمر ويذهب ضحايا أبرياء.
صحيح ان الإرهاب لا يبرر وكل من يبرره كيف ما كان وأين ما كان فهو إرهابي من نوع آخر، لكن، حتى طريقة التنديد والشجب أحيانا يكون فيها تبرير لما حدث، فبكل صراحة لا يمكننا فصل الاسلام الحالي عن الارهاب ،لا يمكن ان نردد بعد كل عملية ارهابية بان داعش لا تمثل الاسلام وبأن الارهاب مؤامرة صهيونية ماسونية على الإسلام والمسلمين لأننا هنا نمارس التقية. فإسلام الشيوخ الذي دخل الى بيوتنا عن طريق الفضائيات ليس بريئا من الإرهاب. الإسلام الذي يكفر من يشهد بان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فقط لأنه يتبع مذهبا مختلفا فماذا سيعتبر من ليس على مثل دينه أو لاديني؟ الإسلام الذي يكفر من يهنئ غير المسلمين بأعيادهم كيف يندد بقتلهم؟ كيف نعتبر ان داعش لا تمثلنا ونأخذ فتاوينا من شيخ يحرم التصوير وهو ينشر صوره و اكثر من ذلك برنامجه يذاع على قنوات عديدة مقابل أموال كثيرة متناسيا او جاهلا بأن الفيديو ليس سوى مجموعة صور؟
المتشدد الذي يحكم بقتل تارك الصلاة هل تنتظر ان يحكم على من لا يعرف الصلاة أصلا بأقل من القتل؟
ماذا ننتظر من الشيوخ الذين يملؤون الفضائيات ويجتهدون في تحريم الموسيقى اكثر مما يجتهدون في تحريم الدماء. الشيوخ الذين يمنعون كل اجتهاد وكل استخدام للعقل، الذين يفتون بوجوب الجهاد ويقضون أوقاتهم مستمتعين بالسفر والتجوال، يسكنون القصور ويدعون الناس الى التقشف.
الذين يحفظون كتب التراث ويقدمونها في أوقات كثيرة على القرآن؟ كيف نصدق تنديداتهم بالإرهاب؟
على الأقل داعش أهدافها واضحة ولا تمارس التقية، لا تفتي بوجوب الجهاد وتستنكره عندما تحدث، لا تكفر من يخالفها وتمشي في جنازته عندما يقتل… الدفاع عن هذا الفهم المشوه للإسلام هو تبرير للإرهاب.
اذا لم نهجر اسلام الشيوخ ونعود الى اسلام الله ورسوله، ونتبرأ من الموروث الذي يخالف العقل والمنطق ويخالف في أحيان كثيرة النص القرآني نفسه. واذا لم نكف عن تأويل النصوص القرانية وتفسيرها حسب اهوائنا وما يخدم مصلحتنا، فتنديدنا بالهجمات الإرهابية لا معنى له وهو محاولة فاشلة لإسكات ضمائرنا وحسب.
ببساطة لا يمكننا ترديد أن الإرهاب لا دين له، لان الإرهاب الان للأسف التزم وقصر الثوب واطال اللحية واصبح يجاهد ليفوز بالجنة وينعم بالحور العين.