لهذه الأسباب المغرب عصي على داعش

الأحد 12 يوليو, 2015 23:04 عبدالاله سخير
إحاطة -

عادت مجلة فورين بوليسي الأمريكية التي أسسها صامويل هنتغتون والتي تنشر تقريرا سنويا عن مؤشر الدول الفاشلة، لتناول الشأن المغربي، لكن هذه المرة من زاوية التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على المملكة.

محرر المقال هو الاقتصادي الأمريكي روبرت لوني، الذي سبق له أن تناول أوضاع عدد من دول الربيع العربي.

استند كاتب المقال، على الحملة التي يشنها المكتب المركزي للتحقيقات القضائية ضد الخلايا الإرهابية الموالية لداعش، ليصل إلى نتيجة مفادها أن هذا التنظيم بات على وشك بسط هيمنته على المغرب.

ما أسس عليه هذا الاقتصادي الأمريكي خلاصاته بالنسبة للحالة المغربية، لا يمكن أن ينسجم مع منطلقات التحليل السليم. كيف ذلك؟

الحرب الاستباقية التي تشنها مصالح الأمن ضد الخلايا الإرهابية هي ليست وليدة اللحظة، ولم تنطلق مع ظهور داعش، فبالرجوع إلى سجلات الاعتقالات التي عرفها المغرب خلال العشرية الأخيرة، نجد تفكيك عشرات الخلايا التي كانت موالية لتنظيم القاعدة.

كما أن ارتفاع وثيرة الاعتقالات في صفوف الخلايا الإرهابية، لا يعد مؤشرا على تمكن هذه الخلايا بقدر ما يعتبر مؤشرا على فعالية الأجهزة الأمنية المغربية في حربها على هذه الخلايا.

ما خلص إليه محرر مقال فورين بوليسي هو في حقيقة الأمر متمنيات أكثر منها دراسة أكاديمية مؤسسة على وقائع ملموسة.

هذا النوع من المقالات الموجهة يندرج ضمن أساليب صناعة الإرباك، والتشويش على واقع الاستقرار الذي يعرفه المغرب ضمن محيطه الإقليمي المتقلب.

فالمغرب يعد لحد الآن الدولة الوحيدة في العالم العربي، الذي يعرف استقرارا سياسيا، يؤهله لجلب الاستثمارات الاقتصادية.

لكن تحت ضغط اللوبيات المختلفة يتم توجيه الأنظار، الى قضايا هامشية، وتوظيف أحداث معزولة من أجل التشويش على المغرب.

ما غاب عن محرر مقال فورين بوليسي، ان المغرب عرف أحداث كبرى وهزات اجتماعية مختلفة ورغم ذلك بقي متماسكا، ولم يتعرض استقراره لأي خطر.

المغرب منذ عقود خلت طور نظاما متقدما في التغلب على الأزمات، وصارت له دراية، كبيرة في حل الأزمات وتطويعها لتخدم مصالحه المختلفة عكس بعض دول الجوار التي تتخبط في أزمات مختلفة ولا تعرف الخروج منها.