أنشرها ولك الأجر ..

الجمعة 22 أبريل, 2016 12:41 أسماء بن العربي
إحاطة -

انشرها ولك الأجر، أنشر تؤجر، إذا لم تنشرها فاعلم أن الشيطان منعك…من العبارات التي نصادفها يوميا على مواقع التواصل، لا أعلم ما الأجر الذي سنناله عندما ننشر صورة بطاطس أو طماطم عليها اسم الله، هل لنستدل على عظمة الخالق نحتاج حبة بطاطس مكتوب عليها اسمه؟ ولا أعلم ما الأجر الذي سنناله عندما ننشر صورة شخص فقير أو مريض مصحوبة بعبارة “إذا كان حالك أفضل منه قل الحمد لله” هل لنحمد الله على نعمه يجب التشفي في خلقه؟ هل نحتاج لرؤية شخص يتألم أو محتاج لنستحضر نعم الله؟ ماذا سينفع هذا المريض أو الفقير قولك الحمد لله؟ هل سيزداد الناس ايمانا اذا نشروا هذه الصور والمقاطع؟ ماذا لو لم تظهر العبادة الالكترونية وظاهرة انشرها ولك الأجر؟ هل سيكون صعب علينا نيل الحسنات؟  هل من لا ينشر لا يؤجر؟ أليس هذا استغباء للناس، ومحاولات بئيسة لإظهار التدين وإغفال الجانب الاساسي الذي جاء الدين من أجله والذي يشمل الأخلاق والقيم؟

منذ أيام تم تداول فيديو بعنوان كن ذكيا في عبادتك، الفيديو يفسر كيف تستطيع كسب الحسنات أو بعبارة أخرى التحايل لتكسب حسنات أكثر، كأن تقرأ اية محددة عوض ان تقرأ القران كاملا، أو أن تصلي في مكان وزمان محدد، أو ان تتصدق في وقت محدد…كأن الله له مواعيد، كأنك للفوز بالحسنات عليك تتبع دفتر تحملات محددة، كأن الله محاسب رغم انه هو اله وسعت رحمته كل شيء، فكما قال شمس التبريزي:”إن إلهي ليس بقالاً ولا محاسبًا، بل إنه إله عظيمٌ حي فلماذا أريد إلهًا ميتًا ؟ لماذا أتخبّط في مخاوف أبدية وقلق لا ينتهي؟ ” لماذا نتعامل مع الله بمبدأ الاخذ والعطاء؟ لماذا الله يعطينا بدون مقابل ونحن نصر على أن نتحاسب معه ؟ ونختزل العبادة في نشر صورة أو نسخ حديث؟

الله قد يدخل الجنة من أطعم فقيرا ولو لم يكن صواما وقواما، وقد يٌخرج منها من يعبده ليلا ونهارا اذا اذى او ظلم انسانا.

الله لم يقل انشر ولك الاجر بل قال “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم”.