اضربوهم.. حطموا بيوتهم.. وسيدخلون السجن
السبت 23 أبريل, 2016 07:55 سناء العاجيمنذ بضعة أسابيع، تم في مدينة بني ملال المغربية الهجوم على شابين في بيتهما والتنكيل بهما ضربا وبشكل بشع. أثناء ذلك، تم تصوير فيديو الضرب من طرف الفاعلين وتم إخراجهما للشارع عاريين… بتهمة المثلية.
النتيجة ؟ تم الحكم على أحد الشابين المعنَّفين بالسجن أربعة أشهر، فيما تتم متابعة الثاني. وأربعة من المعتدين صدر ضدهم حكم بالسجن شهرين… مع وقف التنفيذ.
أن تكون داخل بيتك وأن يتم الاعتداء عليك…فتدخل السجن بينما المعتدون يصدر ضدهم حكم مع وقف التنفيذ هي قمة السريالية..
بعد ذلك، تعرض منزل امرأة للهجوم وتم تعنيفها جسديا وتحطيم أثاث منزلها بتهمة الشعوذة.
قد يكون لنا موقف سلبي من المثلية. ممكن ووارد. وعلى كل حال هي ممنوعة في القانون الجنائي المغربي. لكن، هل يعطينا هذا الحق في ضرب وتعنيف من نشك في مثليته؟ حتى حين نتأكد، الحل هو إخبار الشرطة لكي تقوم باللازم.
قد نكون رافضين لكل سلوكيات الشعوذة. هل يعطينا هذا الحق في تعنيف امرأة نشك أو حتى نكون متأكدين من ممارستها للشعوذة؟
الدول التي تحترم نفسها ومؤسساتها… يتجه فيها المواطنون للقضاء وللشرطة لكي يحصلوا على ما يعتبرونه حقا لهم.
لكن الكارثة العظمى هي حين تمشى المؤسسات على هوى الشارع فتحاكم الضحايا.
الصيف المنصرم، تم الهجوم على فتاتين في مدينة إنزكان جنوب المغرب، بسبب ما اعتبِر حينها تنورة قصيرة. تمت في البداية متابعة الفتاتين علما أنهما كانتا ضحيتي الهجوم… قبل أن يتم إطلاق سراحهما لاحقا.
والآن، في قضية الشابين المتهمين بالمثلية وفي قضية المرأة المتهمة بالشعوذة، لم تتم معاقبة الجناة. وهذا للأسف تشجيع للكثيرين للقيام بنفس السلوك. بل أنهم قد يصبحون أبطالا في أعين البعض.
الإفلات من العقاب يشجع الجاني ويشجع غيره على الاستمرار في نفس السلوك… ونحن نعرف ما الذي يحدث حين تقرر الحشود أخذ حقها أو ما تعتبره حقها بشكل مباشر. فلننتبه قبل فوات الأوان.