شذرات قمرية : كوميديا الطنز
الأربعاء 15 يوليو, 2015 12:18 محمد الشوبي تحديث : 15 يوليو, 2015 12:36سألتني إحدى الأخوات المتابعات للأعمال الرمضانية ، الكوميدية خصوصا ، بملاحظة أنه : بمهرجان الضحك ، اصبحت الطبقة الشعبية عنصرا اساسيا في الكوميديا، وضعيتها الاقتصادية المزرية، معاناتها، طريقة عيشها البسيطة، لغتها الحرشة، إقبالها على الحياة… مصدر إضحاك المغربي الآخر… أسلوب في نظري عرف مبالغة في الاونة الآخيرة… فكان جوابي، يمتح من قربي من عقلية صانعي الكوميديا في هذا البلد بالخصوص ، ويقارب بين كوميديا المواقف ، وكوميديا ” الطنز ” على كل الفئات الإجتماعية ، وعلى المفاهيم السوسيوثقافية المغربية ، لذلك أقول: ” هو مزيان يضحكونا على روسنا ، على عاداتنا القبيحة فالزواج والخطوبة والعرس والضياف…. ، وعلى عوايدنا المكفسة فعلاقتنا بالدين والسلطة والنفاق الاجتماعي ككل…. ، وعلى طبايعنا واعرافنا فالأعياد وممارسة طقوسنا الاحتفالية بديك البلادة التي لا تحترم الملك المشترك، ولا النفسية العامة في الحي أو العمارة… ، وعلى تخلفنا فالطريق وكل مايتعلق بالسياقة والمشي والازدحام وغيرها… ، وتراجعنا في احترام الغير وخصوصياته في إقتسام السكن والتسوق والعيش الجماعي …، كلشي هاد الشي مزيان ، ولكن ما يضحكوش علينا كأشخاص وكمذاهب فكرية وكانتماء وطني وكممارسات انسانية ، وكتنوع عرقي وبشري ” من البشرة ” ويجعلوا من الصادق كانبو ، ومن الفطري مكلخ ، ويناصروا القافز والانتهازي والمتملق ، هذا هو السائد في مايسمى كوميديا ، إنها كوميديا الطنازة والمنحرفين فكريا ، والمتخلفين إجتماعيا ، والمتأخرين ثقافيا ، وقد أناصر الحلايقي ” الكريمي ” على كل من يكتب استهزاء بالأشخاص ، لأنه على الأقل يسخر من الأفعال والممارسات.