هل أنت إنسان يا ابنتي؟ حاشا لله.
الأربعاء 11 مايو, 2016 08:11 صلاح الوديع(بمناسبة عرض مشروع القانون المجحف في حق عاملات البيوت)
اسمعي جيدا ما سينفعك يا ابنتي…
أن تزرورق يداك من البرد، لا يهم
أن تشيخ بشرتك بالصابون المعد لغسل الأواني وأنت بعد طفلة، لا يهم
أن يوضع لك كرسي، في حالات كثيرة، لكي تصل يداك إلى بزبوز الماء البارد، لا يهم
أن يوضع على رأسك منديل أبيض مهلهل يجمع خصلات شعرك درءا للفتنة النائمة في أسفل بطن مول الدار، لا يهم
أن تنامي بين أشياء المطبخ بعد يوم طويل من العمل، لا يهم
أن تقضي يومك بين “جيبي” و”آري” و”سيري” و”فينك” و”مالك ثقيلة” و”فين غبرتي”، لا يهم
أن تسمعي القهقهات المنبعثة من الصالون والسهرة قائمةٌ وأنت وحيدة منزوية في ركن قصيٍّ من المطبخ إلا من ذكريات طفولة مغصوبة، لا يهم
أن تتم إعارتك مثل الإماء والعبيد إلى الصديقة الجارة من أجل القيام بالأشغال المنزلية المرهقة، لا يهم
أن تخضعي في حالات كثيرة للتحرش من رب الاسرة أو غيره وتتحملي وزر الواقعة لأنك أنت من أيقظ الشبق في أسفل بطنه، لا يهم
أن تتنهدي حتى تنهد روحك من الكدر والغم لأن آفاق الأرض انسدت من حولك بلا رحمة، لا يهم
أن تأكلي من بقايا الموائد بعد أن تفضُل عن أصحاب الدار، لا يهم
أن تذهب حياتك هدرا بين الغسل والكي والمسح والطبخ والسخرة، لا يهم
أن تحرم عليك الفسحة والمطالعة والنوم وزيارة الأحباب والأصحاب، لا يهم
أن تحرَّم عليك دار الشباب والسينما والمكتبات والمنتزهات، لا يهم
أن تخدمي ربة البيت وهي تحضِّر أناقتها للخروج في أبهى ملابسها إلى العمل، لا يهم
أن تخدميها وهي تحضر نفسها للذهاب إلى السهرة وتنكفئي على نفسك بعد أن يخلو المنزل إلا منك ومن غصتك المريرة، لا يهم
أنا تسترقي السمع للمفاوضات الجارية حول المقابل الشهري لعبوديتك، بين وليّ أمرك وبين مستعبديك، لا يهم
أن تعلمي أن أجرك الهزيل يحال على ولي أمرك بلا حتى انتباه إليك، لا يهم
كل هذا لا يهم. ولماذا سوف يهمنا هذا يا ابنتي؟ هل أنت إنسان؟ حاشا لله.
ما يهم هو الموقع اليوم. ما يهم هو الاستمرار في اللعب بمرجعيتهم “الاسلامية” التي “كرمت” الإنسان “تكريما”…
عاش القانون. عاش البرلمان. عاش التصويت. عاش “الإسلام” المعد للاستعمال حسَب الحالات والطلب…