زينا الإسلامي المُؤَدلج
الثلاثاء 31 مايو, 2016 16:18 سناء العاجي تحديث : 31 مايو, 2016 20:16كثيرا ما نسمع الناس حولنا تشتكي من التأثير الغربي على مجتمعاتنا.
الحريات الفردية؟ قيم غربية تهدد قيمنا.
حرية المعتقد؟ هذا تأثر بالغرب الكافر.
المثلية الجنسية؟ هذا مرض خبيث يريد الغرب أن يحارب به الإسلام
العلمانية؟ العلمانية ولدت في الغرب وهي لا تتوافق مع الإسلام
باختصار… الحريات، الفن… كل هذا ناتج عن تأثير الغرب فينا للقضاء على هوياتنا.
لكن، دعوني أسأل: والنقاب، هل هو من عاداتنا الأصيلة؟ والحجاب، ليس كغطاء للشعر، بل بحمولته الإيديولوجية التي نعرفها حاليا؛ هل هو أمر متأصل ثقافيا في مجتمعنا؟ ما يُعرف اليوم بالزي الإسلامي الرجالي: الجلباب والسروال القصيران، هل هما من ثراتنا؟
كل هذا ناتج عن ثقافة مستوردة… إما من الوهابية، أو من أفعانسان. هل يعلم العديد من الرجال الذين يلبسون الجلباب القصير بأن ذلك ليس زيا إسلاميا بقدر ما هو لباس ثقافة معينة وبلد معين؟ هل ندرك أن النقاب ليس زيا إسلاميا بقدر ما هو لباس إيديولوجي رسخته ثقافة معينة؟
إذا أخذنا مثالا واحدا يتعلق بالملبس، فليس هناك إطلاقا شيء اسمه الزي الإسلامي. لم يُعرف عن الرسول أنه، في زمنه، رفض لباسا معينا وطلب من أتباعه أن يرتدوا زيا إسلاميا ما. الرسول ومن آمنوا به لبسوا لباس قومهم. لبسوا لباس قريش…
باختصار، لماذا إذن ننزعج من قيم كونية لأننا نعتبرها مستوردة من الغرب، ولا ننزعج من كل العادات التي تأتينا من الوهابيين ومن الأفغان، في الملبس، في العادات اليومية، في علاقتنا بالآخرين وهلم جرا؟
الأصل في الدين أن لا يُختزل في الزي، وخصوصا في زي يرمز لثقافة اجتماعية معينة أكثر مما يرتبط بالدين. الدين أولا وقبل كل شيء قيم يفترض أن نتغذى بها. معاملاتُنا مع الآخرين…
لننتبه… لأن الاستعمار الفكري الذي يخشاه الكثيرون ليس أحادي الاتجاه. هو قد يتلبسك باسم الدين أيضا… لكنه في الواقع ليس أكثر من إيديولوجية متلفحة بالدين… تطمئنك، لأنها تحدثك باسم الدين. لكن هذا لا ينفي كونها دخيلة. تماما كأشياء كثيرة تخيفك… وربما أخطر