ماذا لو تعايشنا رغم اختلافنا؟

الثلاثاء 23 أغسطس, 2016 21:59 أسماء بن العربي
إحاطة -

كلما طالب البعض بدولة مدنية تحترم الاختلاف، وبقوانين تضمن الحريات الفردية وقوانين تحمي الأقليات، إلا وسارع المختلفون معهم إلى وصفهم بأبشع الصفات، يخرجوهم من الملة ويقذفوهم، وقد يصل الأمر إلى إصدار فتاوي بإهدار دمهم والتحريض ضدهم…لكن ماذا كان سيحدث لو تقبلنا الأخر المختلف، و طالبنا جميعا بقوانين تضمن حرياتنا و تنظم حياتنا المشتركة رغم اختلاف ايديولوجياتنا؟ ماذا لو آمنا بأن الوطن للجميع وبأن الدين لله وحده؟
(بالمناسبة فعبارة الدين لله والوطن للجميع لم تسلم هي الاخرى من الفتاوى، فقدت أٌفتي بتحريم قولها والعمل بها).
لو كنا في دولة مدنية لما كانت حادثة نائبي رئيس حركة التوحيد والإصلاح مادة دسمة للصحافة، وما كان أتباعهم سيضطرون للبحث عن تأويل شرعي للحادث. وكان أقصى ما يمكن أن يشعر به المعنيين بالأمر كما جاء في تدوينة لصديقة هو الندم، ويسارعون إلى التوبة النصوح و حج بيت الله، دون أن يجدوا أنفسهم أمام مساءلة قضائية، ومن دون أن تصبح الحادثة “فضيحة” ترافقهم طيلة حياتهم.
لو لم يكن مجتمعنا ذكوري ما كان سيطلق سراح السيد بن حماد بعد أن تنازلت زوجته عن متابعته بتهمة الخيانة الزوجية، في حين أن الأستاذة النجار بقيت متابعة بتهمة المشاركة في الخيانة الزوجية.
لو لم يكن مجتمعنا “متدينا بطبعه” ماكان سيسأل عن ماكانت ترتديه المتحرش بها أو المغتصبة، وكان سيكون همه إنصافها و تحقيق العدالة لها لا محاولة إيجاد مبررات للجريمة وماكانت فتياتنا يمتن من أجل أن نتحرك لإنصافهن.
لو كانت عقيدتنا لا تتزعزع عندما يفطر شخص بشكل علني في رمضان، ولو تركنا العبد لخالقه وأمنا بأن صيامه لن يدخلنا الجنة وإفطاره لن يخرجنا منها، ماكان شابين سيحاكمان بعد أن شربا رشفة ماء في يوم حار بزاگورة.
لو كنا لا نصف من ترتدي المايو العادي “البيكيني” بالفسق والعهر، وبدياثة أبيها وأخيها وزوجها،كما جاء في تدوينة تداولها بعض الدعاة مؤخرا، لكانت تسبح بجانب من ترتدي المايو الإسلامي “البوركيني” دون أن تشعر أي منهما بأنها مميزة عن الأخرى رغم اختلاف قناعاتهم وإيديولوجياتهم.

فالله ليس بحاجة لحراس لدينه، الدين أٌنزل للعالمين، ليس لجماعة أو فرد “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”. والله لم يكلف أحدا بحفظ دينه أو تطبيقه على الأخر، بل قال “ولا تزر وازرة وزر أخرى”.